بغداد – هف بوست عراقي (منصة الخطاب المختلف):
عدنان أبوزيد
في قلب الغابة البرلمانية النتنة، تلك التي تفوح منها رائحة الفساد والطمع، تسكن وحوش ليست كالوحوش، بل هي نواب بوجوه مبتسمة وقلوب سوداء، يتلونون كما تتلون الأفاعي بين الوعود الزائفة والأكاذيب البارعة.
في زمن الانتخابات، تجدهم يتسابقون لتقديم العهود، يملأون الدنيا ضجيجًا بأقوالهم عن العمل المجاني لأجل الشعب (رائد المالكي انموذجا)، عن التضحية والمصلحة العامة. لكن ما أن يصعدوا تلك المقاعد المخملية، حتى يتجلى وجههم الحقيقي: ناهبون لا نواب، لصوص، متأنقون بالبدلات الرسمية.
في كل جلسة برلمانية، ترى “الشفلات” و”الحفارات” تعمل بلا هوادة، ليس في بناء الوطن أو تحقيق العدالة، بل في بناء صروح الطبقية المقيتة.
هم ليسوا ممثلين للشعب، بل خدامًا لمصالحهم الشخصية، يبنون قصورهم على أنقاض أحلام الفقراء، ويمتصون دماء الموظفين الذين بالكاد يحصلون على فتات الحياة.
يومًا بعد يوم، ترتفع أياديهم عالياً، ليس من أجل الحرية أو المساواة، بل لتصويت يزيد من رواتبهم، ولسد جوعهم الأزلي.
هم يعرفون جيدًا كيف يخفون أنيابهم الحادة خلف كلماتهم المعسولة، لكن الحقيقة تظل جلية: إنهم يمتصون دماء الأمة، يسرقون قوت العاطلين عن العمل، يقتاتون على أجساد الفقر والحرمان.
إن الثورة على هؤلاء الوحوش البرلمانية يجب أن تبدأ الآن، فهم قلب العفونة في النظام السياسي، أدوات بيد المقاولين والمستثمرين الحيتان، يسلمونهم الأموال مقابل خدمات برلمانية خائنة، يصوتون لقرارات تصب في جيوب الطبقة المتنفذة، بينما يترك المواطن العادي يكافح من أجل البقاء.
إن كان المواطن العراقي واعيًا ونزيهًا، فعليه أن يرمي هؤلاء في حاويات القمامة كما فعلت شعوب أخرى، وأن يقدمهم لمحاكمات علنية في الساحات، ليواجهوا السؤال الذي يخشونه: “من أين لك هذا؟”.
البداية هي في عدم انتخابهم مجددًا، ثم محاسبتهم ووضعهم خلف القضبان، حيث مكانهم الحقيقي، ليذوقوا طعم العدالة التي طالما تنكروا لها.
هف بوست عراقي يتبنى فضح نواب الخيانة والجهل والطمع والنفاق حتى الانتخابات.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
4600
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |