بغداد – هف بوست عراقي (منصة الخطاب المختلف):
في دروب الفساد الأوقافي العراقي، حيث تتلاقى الخيانة مع الطمع، تتكشف قصة أخرى من عبث السلطة وحكم الأقوياء. في هذه النسخة من الحكايات السوداء، يجسد محمود نوري، مدير عام الإدارية والمالية في الوقف السني، أحد أبرز أبطال هذه المأساة، فبعد ان كُشِف النقاب عن سرقته الـ47 مليار دينار عراقي، وهي ثروة طائلة يُستَفاد منها لتحقيق أحلام المحتالين الذين لا يشبعون، فانه لم يُحكم عليه سوى بسنة واحدة سجناً، ولكن لكونه شقيق محمد النوري، المسؤول عن الرباط المحمدي المرتبط بجهة متنفذة، تدخلت الأيادي الخفية لتخفيف الحكم إلى 4 أشهر، وكأن هذه العقوبة لا تعدو كونها نزهة في حديقة عامة، بينما الأموال المسروقة تُصرف في جنح الليل وأعين الشعب ساهية.
وتستمر المأساة، إذ يُستقبل محمود نوري استقبال الفاتحين عند عودته إلى منصبه.
مشعان، الذي لا تثيره سوى مصالحه الشخصية، وابن شقيقه أبو ذر، يُعيدانه إلى المنصب وكأن شيئاً لم يكن.
ورغم انتهاء محكوميته الأربعة أشهر في سجن تسفيرات الرصافة، والتي كان من المفترض أن تمنعه من ممارسة عمله كمدير للإدارية والمالية، إلا أن الواقع يقول غير ذلك.
فبينما تُحكم اللجنة الرئيسية، المتمثلة بمحمود نوري، أحمد مزبان مدير القانونية، وعباس فاضل معاون مدير الاستثمار، بالسجن لأربعة أشهر فقط، يتم الحكم على موظفين صغار مثل أنمار ستار وعبد الرحمن البكري، بالسجن لمدة أربع سنوات. لماذا؟ لأن هؤلاء الأخيرين كانوا مجرد أدوات صغيرة في منظومة الفساد، في حين كانت العقوبات الموجهة للكبائر ضحكاً على الذقون.
وفي النهاية، تنكشف صورة النظام الفاسد بوضوح أكثر: الـ47 مليار دينار المسروقة تُهدر عبر صفقات مشبوهة مثل فندق رمادا، بينما العقوبة لا تتعدى أربعة أشهر، وكأن ما يُنهب هو مجرد بضع قطع نقدية من جيب كبير.
في هذا العالم العراقي، الفاسدون المتنفذون يتحكمون بكل شيء، ويبقون هم الحُكّام والآلهة في مسرحية الفساد الكبرى التي يُجبر المواطنون على مشاهدتها دون القدرة على تغيير شيء.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
|
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |
