بغداد – هف بوست عراقي (منصة الخطاب المختلف):
من الحقائق الصادمة، ان الجواسيس المعادين لحزب الله من السنة المتطرفين لعبوا دورًا حاسمًا في تسهيل عمليات الاستخبارات الإسرائيلية ضد الحزب، حيث دفعهم العداء الطائفي ومشاركة حزب الله في الحرب السورية إلى تقديم معلومات هامة للجانب الإسرائيلي. هؤلاء الجواسيس، سواء كانوا متطوعين من سوريا أو لبنان، سعوا للانتقام من الحزب على خلفية دوره في دعم النظام السوري ضد المعارضة السنية. كما ساهم هذا التعاون غير الرسمي في تعزيز اختراق صفوف الحزب وكشف تحركاته، مما أدى إلى تسهيل تنفيذ عمليات معقدة ضد قادته وكوادره.
وقالت صحيفة “فايننشال تايمز” إن اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، جاء نتيجة لاختراق استخباراتي عميق أتاح لإسرائيل فرصة تنفيذ هذه العملية بنجاح. وبحسب الصحيفة، فإن توسع قوة حزب الله في سوريا لدعم النظام السوري بقيادة بشار الأسد منح إسرائيل هذه الفرصة الثمينة، وترك قوات الحزب عرضة للجواسيس الذين يعملون على نشر عملاء والبحث عن منشقين محتملين.
و العديد من السوريين السنة تطوعوا لتقديم معلومات لإسرائيل، حتى بدون مقابل، بدافع الانتقام من حزب الله لمشاركته في الحرب الأهلية في سوريا إلى جانب نظام الأسد. هذا بالإضافة إلى وجود مخبرين سنة ومتطوعين في لبنان يقومون بإيصال المعلومات عن حزب الله إلى إسرائيل.
وتنقل فايننشال تايمز عن رندا سليم، مديرة البرامج في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، قولها إن “التوسع في سوريا كان بداية لضعف آليات الرقابة الداخلية لحزب الله، مما فتح الباب للتسلل على مستوى كبير”. وتؤكد الصحيفة أن الحرب في سوريا خلقت “نافورة من البيانات”، والكثير من هذه البيانات كانت متاحة لجواسيس إسرائيل وخوارزمياتهم المتقدمة.
واستفادت إسرائيل من المعلومات التي يجمعها حزب الله عن شهدائه بشكل منتظم، حيث يحتوي على معلومات مثل بلدة المقاتل ودائرة أصدقائه، والتي تعد تفاصيل مفيدة لجمع المعلومات الاستخباراتية. حتى أن الجنائز، التي غالباً ما تجذب كبار قادة الحزب لفترة وجيزة، كانت مصدرًا إضافيًا للمعلومات الهامة.
من جانب آخر، يعكس الشحن الطائفي الدور الذي يلعبه الصراع في إضعاف الدعم لقضية الحرب ضد إسرائيل، حيث يُنظر إلى هذا الصراع على أنه مجرد “صراع شيعي” لا يستحق الدعم من كافة الأطياف المجتمعية. وفي مناطق مثل الشمال السوري ومدينة طرابلس اللبنانية، أقيمت احتفالات علنية بخسائر حزب الله.
ووسائل الإعلام المتطرفة المعادية للشيعة، تستغل هذه الأحداث لتعزيز خطابها، معتبرةً أن “تحرير فلسطين” لم يعد سوى ذريعة “للتوسع الفارسي”، وأن حزب الله يمارس تمددًا مذهبيًا لا علاقة له بالمقاومة الوطنية.
وقد لوحظ في مناطق النزاع أن هناك من يتفاخر بالقصف، ويرفع إشارات النصر وسط أنقاض المنازل والأحياء المدمرة، ما يعكس حالة التوتر الطائفي والتوتر بين مختلف الأطراف.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |