بغداد – هف بوست عراقي (منصة الخطاب المختلف): ترامب ونتنياهو يسعيان لاستثمار النزاعات المعقدة في الشرق الأوسط لتحقيق مكاسب سياسية شخصية، فكلاهما يرى في القضاء على حماس وحزب الله فرصة لتحقيق هدفين: إعادة تشكيل خريطة المنطقة بشكل يتوافق مع مصالحهما، وكسب دعم شعوبهما المناهضة لإيران.
و بالنسبة لترامب، هذا النوع من التحركات يعتقد انه يعزز صورته كزعيم قوي في الانتخابات، حين دعا صراحة الى ضرب المنشآت النووية الايرانية، في حين أن نتنياهو يسعى لتأمين الدعم الداخلي وتعزيز شرعيته السياسية. لكن الرهان على هذه الاستراتيجية يحمل مخاطر كبيرة، حيث إن التعقيدات الإقليمية وارتباط الأطراف الفاعلة قد يجر المنطقة إلى صراعات أكبر غير محسوبة النتائج.
ووجود ترامب ونتنياهو على رأس السلطة يعني تبني سياسات أكثر تشددًا وتوجهات قومية تركز على المصالح الشخصية والسياسية الداخلية، مع تركيز على الدعم القوي للمواقف المتشددة تجاه إيران والفصائل المسلحة في الشرق الأوسط. هذا الثنائي يعزز سياسات العداء تجاه إيران ويسعى لإعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية في المنطقة بما يخدم مصالحهما وتحقيق مكاسب انتخابية وشعبية. من جهة أخرى، يعني ذلك استمرار السياسات الأحادية التي تتجاهل مصالح الأطراف الأخرى، ما يؤدي إلى تصاعد التوترات الإقليمية وزيادة خطر الصراعات المستمرة في المنطقة.
وتتدافع رياح السياسة الأمريكية على مشهد الشرق الأوسط، بين صراع انتخابي يتقارب فيه الطموح والطموح المضاد، حيث تتجه الأنظار نحو نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب في سباق جديد نحو البيت الأبيض. ومع دخولهم في الدفعة الأخيرة التي تستمر 30 يوماً، تشير الاستطلاعات إلى سباق حامي الوطيس يمتد من حزام الصدأ في الشمال إلى حزام الشمس في الجنوب.
الرئيس السابق دونالد ترامب دعا بوضوح إلى توجيه ضربة عسكرية إلى المنشآت النووية الإيرانية، ما يثير المخاوف من عودة الولايات المتحدة إلى سياسات التدخل العسكري المباشر، التي قد تؤدي إلى تصعيد واسع في الشرق الأوسط. وفي نظر العديد من المراقبين، فإن صعود ترامب إلى السلطة مجددًا يعني فتح الباب لحرب شاملة، شبيهة بحملة التحشيد العالمية التي أسقطت نظام صدام حسين في العراق.
ما يجري من حديث في الأوساط الإعلامية والسياسية، حول عودة ترامب وقدرته على إعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط، ينطوي على الكثير من التحديات. إذ يرى البعض أن هذا التشكيل سيكون مبنياً على تقسيمات طائفية ومذهبية تهدف إلى خلق توازن “مريح”، بحسب تعبيرهم، بين الدول الصغيرة المتناثرة وبين إسرائيل. من هذا المنطلق، يُعتقد أن هذا الوضع يمكن أن يحقق استقرارًا مبنيًا على “تعادل قوى” بين الفصائل والدول، مما يخفف من الصراعات المستمرة.
لكن هذه الرؤية تحمل في طياتها مخاطر كبيرة، فإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط على أساس طائفي ومذهبي قد تؤدي إلى تفتيت الدول القائمة، وزيادة التوترات والانقسامات. الشرق الأوسط المتجدد بهذا الشكل قد لا يحمل بالضرورة استقرارًا حقيقيًا، بل قد ينتج دويلات ضعيفة تسهل السيطرة عليها وتديرها قوى خارجية، ما يعيد المنطقة إلى دوامة من الصراعات المعقدة.
ومن زاوية أخرى، يراهن فريق ترامب على أن هذا النهج قد يساهم في خلق بيئة سياسية تمنع اندلاع الحروب الكبرى وتحقق استقرارًا نسبيًا عبر إضعاف القوى الإقليمية الكبرى. هنا يظهر التحدي في كيفية التوفيق بين المصالح الأمريكية من جهة، وطموحات شعوب المنطقة في الاستقلال والسيادة من جهة أخرى.
إدارة كامالا هاريس، في المقابل، قد تكون أقل ميلاً إلى الحلول العسكرية وأكثر اعتمادًا على الدبلوماسية والعودة إلى الاتفاقيات الدولية مثل الاتفاق النووي الإيراني. هذا النهج يفضله البعض لأنه قد يخفف من حدة التوتر في الشرق الأوسط ويعطي أولوية للحوار على الحرب.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |