– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):
تستمر منصة “هف بوست عراقي” في سبر أغوار عالم أثرياء العراق بعد العام 2003، وكأنها تتنقل بين صفحات كتاب أسطوري يحكي عن ثرواتٍ جُمعت في الظلال، تنبض بروائح الريبة والسرية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه السلسلة لن تشمل المليارديرات الذين يتحكمون في دفة السياسة، إذ سيُخصص لهم فصل خاص من هذا السرد.
في هذه القصة الفانتازية، استطاعت هذه الطبقة أن تنسج خيوطها بمهارة، لتنجح في تمرير جزء من ملياراتها عبر أرصدة لمشاريع شكلية، مثل الجامعات الأهلية والمشاريع الاجتماعية، والمصارف والصيرفات، ومشاريع البنية التحتية، حيث تتلألأ الأسماء كنجوم في سماء وهمية، بينما تظل الأموال محصورة في دوائر مغلقة، محاطة بعباءة مشروعية مزيفة.
وديع الحنظل .. خيوط النفوذ
في قلب عاصمة الرافدين، حيث تتشابك الأقدار في شبكة غامضة، برز اسم وديع الحنظل، رئيس رابطة المصارف العراقية وصاحب مصرف أشور، كأحد عمالقة هذا الزمن المتلاطم.
تروي الأساطير الحديثة أن هذا الرجل ليس مجرد رجل أعمال، بل كائناً غامضاً يملك مفاتيح خزائن المال، وينسج خيوط العلاقات مع موظفين في البنوك الكبرى، كالمصرف العراقي للتجارة (TBI)، ليخلق من خلالهم عالماً موازياً تسكنه أطياف التخادم والنفوذ.
الأحاديث المبتسمة بينه وبين رجال الأعمال تبدو كأنها مشاهد من روايات الأساطير، حيث يسهل تأمين مواقع حساسة في البنوك بلمسة سحرية، ويقوم بتكوين شبكة عنكبوتية تسعى للسيطرة على المصارف. لكن، خلف هذه الواجهة البراقة، تقبع صفقات مظلمة، مثل استحواذه على حديقة عامة وملعب لكرة القدم في منطقة المأمون تحت غطاء الاستثمار، وبصمات شركة “مدن” العائمة في بحر المصالح.
لا تتوقف الأسطورة عند هذا الحد، فشبكة العلاقات التي يديرها الحنظل تمتد لتغطي عالم البطاقات المصرفية، حيث شهدت السنة 2023 إصدار نحو 20 مليون بطاقة، وكأنها تمائم سحرية، تُستغل لصالح بهاء عبد الحسين، مالك شركة “كي كارد”، وله عمولات كبيرة منها، فهذه الأرقام تتراقص في سماء المال كنجوم تتلألأ في ليل دامس.
تتحدث الألسن عن الحنظل كمهندس زراعي مغمور، لكن سرعان ما قفز إلى قمة الأثرياء بعد أن حصل على عقد تجهيز أسلحة بقيمة 400 مليون دولار.
تدور المعلومات حول أن تلك الأسلحة لم تكن سوى قطع خردة، مما يثير تساؤلات حول الحقيقة الكامنة خلف أسطورة الثراء السريع. هل كان ذلك مجرد حظ، أم أن هناك قوى غامضة تدفعه نحو الازدهار؟.
يمتلك الحنظل مجمعات تجارية كبيرة في مطار بغداد وآخر في مطار المثنى، وابتلع المجمع الرئاسي في اليرموك، وكأنما استولى على قلاع الملوك في زمن قديم.
رحلته بدأت كرقم صغير في دائرة عدي صدام، لكن بعد العام 2003، نسج شبكة مالية مع استثمارات أمريكية وخليجية، مما جعله في قلب اللعبة، كما لو كان شخصية خرافية تدير عالم المال العراقي السائب، من خلف ستار.
وبفضل شبكة علاقاته المالية والوصولية الواسعة مع أثرياء العراق، الذين يُعدون من صناع القرار في عالم المال والأعمال، كعلي غلام، وعقيل مفتن، وعلي العگيلي، وعصام الأسدي، ووديع الحنظل، وبهاء الجوراني، وسعدي وهيب، وبهاء عبد الحسين، وحمد الموسوي، ونمير العقابي، وعلي شمارة، وعماد البرهان، تمكن من الاستحواذ على رئاسة رابطة المصارف العراقية.
لكن في ظلال هذه المنصب، لم يكن سوى “مدير عام” لتلك الأسماء اللامعة، ينظم لهم ملفاتهم الاستثمارية كأنها أوراق سحرية في كتاب قديم، يرتب الأمور المالية والقانونية كما لو كان ساحراً يقلب القدر لصالحه.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |