– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):
التصرفات والسلوكيات السوقية التي يُظهرها بعض المسؤولين في العراق أصبحت لا تقتصر على القرارات الخاطئة أو التباطؤ في الإنجاز، بل باتت تتجاوز ذلك إلى أبسط تفاصيل السلوك الشخصي والمظهر.
مثال صارخ على ذلك هو ما قام به وزير النقل العراقي في زيارته لوزير النفط مرتديًا دشداشة وشحاطة، وهي إطلالة تُعتبر غير ملائمة وفقًا للأعراف الرسمية والذوق العام.
قد يبدو للبعض أن اللباس أمر شخصي بحت، ولكن في منصب حساس مثل منصب الوزير، يتجاوز الأمر حدود الفردية ليصبح رمزًا يعكس هيئة الدولة ومؤسساتها.
هذه الواقعة التي أثارت موجة استنكار على منصات التواصل الاجتماعي ليست سوى جزء من تدهور أعمق في السياقات الإدارية والرسمية في العراق.
المسؤول الذي يتجاهل قواعد اللياقة ويظهر بمظهر غير لائق، حتى في الجلسات الخاصة، يرسل رسالة خفية بأن الجدية والاحترافية لم تعد مطلبًا ضروريًا في أروقة السلطة. فما معنى أن يكون الشخص في منصب حكومي، ويكون أول مظهر يُظهره للجمهور هو الإهمال في أدق التفاصيل؟
وزير النقل، بحضوره غير اللائق، جعل من منصبه موضوعًا للسخرية والنقد اللاذع، كما عبر أحد المعلقين على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، متهكمًا: “وقد ناقش معالي وزير النقل آخر تطورات وسائل النقل العالمية وعلاقتها بالدشداشة مع وزير النفط”، في إشارة واضحة إلى الاستهتار والتهاون في التعامل مع الأمور الرسمية. بينما قال آخر ساخرًا: “هذه حكومة عشائر، أين الوزير الذي يرتدي دشداشة؟ كارثة، يا …. ، لقد خربتم العراق”.
لكن النقد الأكثر قسوة جاء من المعلقين الذين رأوا في هذه الواقعة انعكاسًا لغياب الإنجاز وانعدام الوعي، فكما قال ماجد الواسطي على فيسبوك: “لا مظهر، ولا ثقافة، ولا إنجاز، ولا أي شيء فيه خير”. فالمسؤول الذي يهمل مظهره، في نظرهم، هو مسؤول لا يبالي بتقديم شيء للشعب. إنه رمز للفشل المتكرر الذي يشمل جميع جوانب الحياة السياسية والإدارية.
وفي عصر التواصل الاجتماعي، حيث تنقل الصور والكلمات بسرعة البرق، يصبح تجاهل هذه التفاصيل الصغيرة مؤشرًا على عدم فهم متغيرات العصر. أي تصرف غير محسوب من مسؤول يتحول فورًا إلى قضية رأي عام، ويصبح مادة دسمة للسخرية والانتقاد، فما كان يمكن أن يُغفر في الماضي أو يُعتبر شخصيًا، بات الآن تحت المجهر.
المشهد الذي أظهره وزير النقل لم يكن مجرد حادثة عرضية، بل هو جزء من انهيار أكبر في القيم والمبادئ التي من المفترض أن تحكم العمل الرسمي.
وحينما يغيب الوعي بأهمية المظهر والمضمون معًا، يصبح من الطبيعي أن تنهار الثقة بين الشعب والمسؤولين.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |