– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):
في مهزلة جديدة تضرب قطاع الطاقة في العراق، يعاني مصفّى كربلاء، الذي افتتح قبل بضعة أشهر فقط، من مشاكل تقنية خطيرة تهدد بوقف العمل فيه بشكل كامل. يأتي هذا بعد اكتشاف أكثر من مشاكل فنية خطيرة في المصفى، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول جودة البناء وإدارة المشروع.
أشارت مصادر من داخل المصفى إلى أن الأجزاء الرئيسية والمهمة في المصفى بدأت تتآكل في فترة زمنية قصيرة جدًا من تشغيله، وهو ما يُعد فشلاً ذريعًا في التنفيذ. وأوضح أحد الخبراء الفنيين في المصافي، ضياء السراي، الذي عمل في هذا المجال لأكثر من 30 عامًا: “المبادلات الحرارية في مصفّى كربلاء بدأت تتآكل، ولا حل لهذا الأمر سوى هيكلة المصفى وبناؤه من جديد. لا يمكن معالجة هذه العيوب بالتلزيك المؤقت”.
وفي تصريحات أدلى بها النائب السابق رحيم الدراجي أشار إلى أن “مصدر موثوق أكد أن مصفّى كربلاء كلف العراق مبالغ هائلة تفوق تكلفة مشاريع مماثلة في دول أخرى، ومع ذلك يعاني الآن من أزمات تقنية خطيرة”. وأضاف الدراجي: “رغم هذه المشكلات الجسيمة، لم تقم وزارة النفط إلا بمحاولة التستر على العيوب التي رافقت المشروع. الأسوأ من ذلك أن شركة نفط الوسط أعفت الشركة الكورية المسؤولة عن التنفيذ من العقوبات المالية المتعلقة بالتأخير، وسلّمتها الأموال بالكامل دون تنفيذ الالتزامات الضريبية”.
فساد في التعيينات وإلغاء الوظائف
وفي تطور خطير، كشف مصدر مطلع عن تورط وزير النفط الأسبق بالتعاون مع مدير مصافي الوسط، عائد جابر عمران، في سرقة 50 مليون دولار من أموال المشروع، بالإضافة إلى إلغاء 2000 درجة وظيفية كان من المقرر توفيرها ضمن مصفّى كربلاء. هذه المعلومات تثير الشكوك حول نزاهة إدارة المشروع وتخطيطه، وتؤكد على وجود فساد مالي وإداري ضخم.
آراء الخبراء
أكد خبير نفطي مستقل أن “مصفّى كربلاء يعتبر أحد أكبر مشاريع الفساد في تاريخ العراق، حيث تم توقيع صفقات فساد كبيرة خلال عهد الوزير السابق إحسان عبد الجبار “. وأضاف: “كان بالإمكان بناء أربعة مصافٍ عملاقة بنفس المبلغ الذي صُرف على مصفّى كربلاء، لكن الفساد والتواطؤ جعل المشروع عبئًا بدلاً من أن يكون حلاً لأزمة الطاقة”.
توقف وشيك
مصادر من داخل المصفى أشارت إلى أن مصفّى كربلاء قد يتوقف عن العمل في المستقبل القريب بسبب العيوب الفنية الكثيرة التي تم اكتشافها منذ استلامه. وأفادت هذه المصادر أن العراق استلم المشروع بـ70 عيبًا خطيرًا نتيجة التواطؤ مع الشركة الكورية المنفذة، مما يجعل تشغيله خطرًا على الاقتصاد والبيئة.
يمثل مصفّى كربلاء حلقة جديدة في مسلسل الفساد الذي يعاني منه العراق، حيث تتداخل المصالح الشخصية والتواطؤ مع شركات التنفيذ الأجنبية على حساب مصالح الشعب. ومع استمرار تجاهل المشكلات الفنية والمالية، يبدو أن هذا المشروع لن يكون سوى حلقة أخرى من الإخفاقات التي ترهق الاقتصاد العراقي.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |