– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):
هف بوست عراقي يكشف تفاصيل حصرية عن اختراق الطائرات الإسرائيلية للأجواء العراقية واستهدافها لإيران، فقبل الفجر، كانت الطائرات تعبر بلا رادع، تزحف كعناكب سوداء على سجادة السماء، وكل شروق يتأخر كأنه يختبئ خجلاً من تلك الظلال الغريبة. لم يعد الفجر كما كان، بل أصبح مجبولًا برائحة الذل، إذ تحوّل العراق إلى فضاء مسلوب، حيث باتت طيور الليل تعود لجحورها مهزومةً قبل أن يبدأ النهار.
و أفادت خبرات أمنية لـ “هف بوست عراقي” بتفاصيل دقيقة حول عملية الاختراق الجوي التي نفذتها إسرائيل عبر الأجواء العراقية لضرب مواقع استراتيجية في إيران، مما يعكس تصاعد التوترات واستخدام العراق كجسر عبور غير معلن في العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران. وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في منشور على منصة “X” إن إيران تتهم إسرائيل باستخدام المجال الجوي العراقي لضرب أراضيها، وهو ما يثير تساؤلات كبيرة حول مدى قدرة العراق على حماية أجوائه في ظل سيطرة أمريكية غير معلنة عليها.
اختراق غير مرصود
وفقًا لما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، فقد شهدت العملية مشاركة أكثر من 100 طائرة إسرائيلية استهدفت 23 موقعًا في إيران، مستخدمة تكتيكات معقدة تعتمد على التشويش الإلكتروني لتجاوز الدفاعات الجوية.
وقال خبير أمني عراقي، يقيم في المملكة المتحدة، وخدم عقودا في الدفاع الجوي العراقي، أن ضعف تقنيات الرادارات المنتشرة على الحدود وعدم تطويرها بشكل كافٍ سمح بمرور الطائرات الإسرائيلية دون أي اعتراض يُذكر، حيث اعتمدت الطائرات الإسرائيلية على تكتيكات حرب إلكترونية أثبتت فعاليتها سابقًا، كما حدث في هجوم 2007 على المفاعل السوري المعروف بعملية “البستان”.
ويشير الخبير العراقي الذي رفض الكشف عن اسمه إلى أن القوات الجوية العراقية لم تكن في وضع يسمح بالكشف عن هذا الاختراق، مؤكدًا أن استخدام إسرائيل للطائرات الشبحية وتقنيات التشويش جعل الرادارات العراقية “كالعمياء في الظلام”، تاركة المجال الجوي العراقي مكشوفًا أمام الهجمات.
توظيف الطائرات المسيرة والتشويش
بدأت العملية باستطلاع مكثف عبر طائرات دون طيار إسرائيلية متقدمة حلقت على ارتفاعات شاهقة، حيث أطلقت نبضات تشويش قوية عطلت أنظمة الرادار العراقية، مما جعل اكتشاف الأهداف الجوية الإسرائيلية صعبًا، بل ومستحيلًا في بعض المناطق. وأوضح ان مصادره في بغداد قالت أن التشويش كان “فعّالًا لدرجة أن المجال الجوي العراقي أصبح مكشوفًا بالكامل”، مشيرًا إلى أن الطائرات المسيرة لعبت دورًا حيويًا في الحفاظ على تغطية التشويش طوال فترة العملية.
كما أشارت مصادر أخرى إلى أن الطائرات الإسرائيلية الشبحية كانت تعتمد على مسارات الطيران المدني لتقليل احتمالية الشك في الأجسام الجوية المقتربة، وهو أسلوب يساعد في تضليل أنظمة الرصد، خاصة في المناطق القريبة من الحدود الدولية. وأكد المصدر أن الطائرات الشبحية تستفيد من قدراتها على التخفي، مما يجعلها صعبة الاكتشاف على الرادارات التقليدية المستخدمة في العراق.
غياب الرد العراقي
هادي العامري، رئيس تحالف الفتح، المتحالف مع إيران، حمّل الولايات المتحدة مسؤولية السماح لإسرائيل باستخدام الأجواء العراقية، فيما صار يقينا عدم قدرة العراق على الرد أو الاعتراض نتيجة اعتماد الجيش العراقي على الأنظمة التي تسيطر عليها واشنطن.
ويعكس عدم تسليح العراق بأنظمة دفاع جوي متقدمة دليل واضح على “الخضوع لضغوط أمريكية تحد من سيادة البلاد.”
و نقلت صحيفة أكسيوس عن مصادر إسرائيلية تأكيدًا أن الهجمات انطلقت عبر الأجواء العراقية والسورية.
والطائرات الإسرائيلية لم تدخل المجال الجوي الإيراني مباشرة، بل أطلقت الصواريخ من الأجواء العراقية، تحت غطاء أمريكي، مما يشير إلى تعاون عسكري غير معلن بين تل أبيب وواشنطن لتحقيق الأهداف الإسرائيلية، وفق الخبير.
التفوق الإلكتروني
تكشف هذه العملية عن أهمية التفوق التكنولوجي في الحروب الحديثة، حيث أصبحت القدرة على تعطيل الدفاعات الجوية جزءًا أساسيًا من الاستراتيجيات الهجومية. وتوضح هذه الضربة مدى الاعتماد على التشويش الإلكتروني وتكتيكات التمويه والتخفي، التي ساهمت في تمكين الطائرات الإسرائيلية من الوصول إلى أهدافها في إيران دون أن يتم كشفها أو اعتراضها.
في ظل هذه التطورات، يواجه العراق تحديات كبيرة في تعزيز سيادته الجوية وتطوير دفاعاته، خاصة إذا استمرت الانتهاكات الجوية من قبل الدول المجاورة.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |