– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):
عدنان أبوزيد
في عالم السياسة العالمية، تأخذ فكرة “العودة” شكلًا مهيبًا، كما لو أنها جزء من حكاية أزلية لا تنتهي، تتكرر بظلال جديدة وحبكات معقدة. وهذه العودة ليست مجرد رجوع شخص إلى منصب أو كرسي، بل هي انبعاث فكرةٍ، واستحضار تاريخٍ كان يعج بالأحلام والتطلعات، والانكسارات في الوقت ذاته. ومثلما عاد ترامب، فان هناك من يروج لعودة نوري المالكي، الى رئاسة الحكومة، فيما أنصار محمد السوداني يمهّدون للتمديد.
في الأسابيع الأخيرة، تتصاعد الرسائل السياسية في العراق، سواء كانت مباشرة أو تحمل في طياتها تلميحات، حول إمكانية عودة رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي إلى رئاسة الحكومة. هذا النقاش يتزامن مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ما أشعل خيال بعض المسؤولين السابقين في أكثر من بلد حول عودة محتملة إلى المناصب.
التحليلات تشير إلى أن هذه الأجواء السياسية لا تخلو من تحريض إعلامي وتوقعات مسيسة، بقصد تهيئة الساحة الإعلامية والسياسية لعودة المالكي، وانها ليست عفوية.
المحلل السياسي عصام حسين، خلال حديثه لبرنامج “المقاربة” على فضائية دجلة، أشار إلى أن “محمود المشهداني يفتح الباب لعودة المالكي لرئاسة الوزراء”، وهو تصريح عزز من فرضية سيناريو عودة المالكي.
بينما أضاف المحلل السياسي وائل الركابي قائلًا: “لا يوجد ما يمنع المالكي من العودة”.
وقال عضو ائتلاف دولة القانون، حسين المالكي، أن رئيس الوزراء يرشح من خلال المادة 76 من الدستور والتي تنص: “يكلف رئيس الجمهورية مرّشح الكتلة الأكثر عدداً حيث الدستور لم ينص على الفئة العمرية”، معتبرا ان “عودة المالكي الى رئاسة الوزراء محتملة ومطروحة، وحسب علمي لا يوجد مرشح لدولة القانون للمنصب عدا المالكي”.
وقال: “هذا ليس جديد على السياسة العراقية اذ ان نوري سعيد خرج من رئاسة الوزراء 14 مرة وعاد اليها”.
في حين اعتبر محمد الدايني، القيادي في تحالف الحسم الوطني، أن المالكي لديه “قبول خارجي” يدعم عودته، بحسب رأيه.
وبعيدًا عن التصريحات المباشرة، تتواتر الأخبار حول تعيين محمود المشهداني، المعروف بتحالفه مع القوى الشيعية، لرئاسة البرلمان باعتباره خطوة نحو تعزيز دور الإسلام السياسي مجددًا في العراق، ما قد يعزز فرص المالكي في السعي لرئاسة الوزراء.
وقال مصدر سياسي لـ المنصة بأن “تصريحات عودة المالكي ليست عفوية، بل هي جزء من حملة ممولة تستهدف تقويض موقف رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، الذي يسعى بدوره إلى التمديد”.
من زاوية تحليلية، هناك من يرى أن هذه التحركات تؤكد استمرار التحالفات الخفية بين قوى شيعية وسنية مؤثرة، حيث أن تفسير قانون “الكتلة البرلمانية الأكبر” الذي أرساه المالكي سابقًا، لا يزال أداة مؤثرة بين هذه القوى.
وفي سياق متصل، عبّر النائب السابق كاظم الصيادي عن رأيه بجرأة، قائلًا: “الإطار التنسيقي تجمع فاشل دون قرارات مركزية”، معبرًا عن أمله في عودة المالكي لقيادة البلاد ووقف ما وصفه بـ”تداعي العملية السياسية”.
لكن الأمور ليست بهذه السهولة، فالتحديات التي قد تواجه المالكي تتجسد بالدرجة الأولى في التيار الصدري، الذي يمثل منافسًا شرسًا له. ومع ذلك، تتزايد المؤشرات على أن التقارب بين الجانبين قد يصبح ممكنًا، فهناك إشارات توحي بأن التيار الصدري، على الرغم من تاريخه المتوتر مع المالكي، قد يجد مصلحة في التحالف معه إذا تطلبت الظروف السياسية ذلك.
توقعات وتحليلات ترى أن المرحلة القادمة سوف تشهد تغيرات في التحالفات، وأن عودة المالكي ليست بعيدة عن الواقع، كما ان محمد السوداني، الرئيس الحالي، ينسج تحالفاته، بهدوء.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |