– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):
الأمطار الغزيرة التي هطلت على بغداد مؤخرًا أثارت نقاشًا واسعًا حول استعدادات المدينة لمواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية.
وبينما غمرت المياه الشوارع وتسبب ذلك في عرقلة حركة المرور، وقف السكان متسائلين عن مدى مسؤولية أمانة بغداد في هذا الوضع.
وفي خلال بضع ساعات أعلنت امانة بغداد، عن “تصفير” كامل للمياه في العاصمة، وهو جهد قياسي مقارنة بفيضانات حصلت في عواصم ومدن العالم الكبرى، التي تظل فيها الشوارع مغمورة بالمياه، لأيام وحتى أسابيع.
وفي خضم هذه التساؤلات، ظهرت تحليلات من مختصين تشير إلى أن الأمانة، رغم كل شيء، لا تتحمل وحدها اللوم.
“المسألة تتعلق بسنوات من الإهمال وسوء التخطيط السابق”، أفادت المهندسة المدنية العراقية زينب الطائب.
وأضافت أن البنية التحتية في المدينة قد تآكلت عبر عقود طويلة من الحروب والإهمال، لكن حملات إعادة الإعمار الحالية تبشر بإمكانية تحقيق تقدم ملحوظ في المستقبل.
وفي إشارة إلى تجارب مشابهة، أكدت التقارير أن بغداد ليست المدينة الوحيدة التي تواجه هذه المشاكل.
ففي دبي، المدينة التي تُعرف بأنها من بين الأكثر تطورًا في العالم وصاحبة مشاريع بمليارات الدولارات، شهدت الفيضانات المتكررة التي أعاقت سير الحياة بشكل ملحوظ.
“لا يمكن مقارنة بغداد بدبي أو غيرها إذا نظرنا إلى الموارد المتاحة والميزانيات المخصصة”، أشار مهندس متخصص في البنى التحتية.
أما في السعودية، فإن المدن الكبرى مثل جدة والرياض تعاني هي الأخرى من آثار السيول القوية التي تتسبب في غمر الأحياء وشل حركة المرور، كما حدث الأمر، في الكويت وتركيا، الأمر الذي يطرح تساؤلات عن مدى استعداد مدن الشرق الأوسط عمومًا لمواجهة الأمطار الغزيرة والتغيرات المناخية غير المتوقعة.
المواطنون في بغداد، رغم غضبهم من الأضرار الناتجة عن الأمطار، يعترفون بأن الجهود التي تبذلها الأمانة لم تتوقف.
“نحن نشاهد معدات سحب المياه تعمل ليل نهار، ونرى فرق العمل في الشوارع منذ ساعات الفجر”، علّق أحد السكان المحليين الذي تطوع لمساعدة فرق الإنقاذ في منطقته.
هذه الجهود، تمكنت من الحد من استمرار المياه لفترات طويلة مقارنة بما يحدث في دول مجاورة حيث تظل السيول لأيام أو أسابيع.
مسؤولون في الأمانة أعلنوا حالة الطوارئ، مؤكدين أن الآليات والموارد المخصصة تتواجد في كل حي لسحب مياه الأمطار بشكل مستعجل.
وفي مقارنة مباشرة مع مدن عربية أخرى، بدا الجهد في بغداد أكثر شمولية وسرعة.
“العمل المستمر والتفاني من قبل فرقنا يساعدان في تقليل مدة بقاء المياه بشكل كبير”، أفاد متحدث باسم الأمانة.
ومع أن الأزمة الحالية تبدو دليلاً على وجود قصور في البنية التحتية، إلا أن الوضع لا يعني بالضرورة وجود تقصير أو سوء إدارة.
“من الصعب أن نتجاهل حجم المشاريع الكبيرة التي بدأت تؤتي ثمارها تدريجيًا”، قال أحد الخبراء، مشيرًا إلى المشاريع التي تهدف إلى تحسين نظام التصريف وتطوير شبكة المياه.
الحكومة من جانبها شددت على دعمها الكامل لهذه المشاريع، مشيرة إلى أن هذه الخطوات جزء من خطة شاملة لإعادة إعمار بغداد والمدن الأخرى.
وتعد الفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة من الكوارث الطبيعية التي تؤثر على مدن كبيرة في مختلف أنحاء العالم. وفيما يلي بعض الأمثلة على حوادث شهيرة:
فيضانات مومباي، الهند (2005): في 26 يوليو 2005، شهدت مومباي هطول أمطار غزيرة بمعدل غير مسبوق بلغ حوالي 944 ملم في يوم واحد. أسفر ذلك عن غرق أجزاء كبيرة من المدينة ومقتل أكثر من 1000 شخص وإحداث أضرار واسعة في البنية التحتية.
فيضانات كيوتو، اليابان (2013): في سبتمبر 2013، شهدت مدينة كيوتو أمطارًا غزيرة. تسببت الأمطار في فيضانات واسعة النطاق أجبرت عشرات الآلاف من السكان على الإخلاء وأحدثت أضرارًا كبيرة في المباني والمرافق العامة.
فيضانات هيوستن، الولايات المتحدة (2017): في أغسطس 2017، شهدت هيوستن هطول أمطار غير مسبوقة وصلت إلى نحو 1016 ملم خلال فترة قصيرة. تسببت الفيضانات في مقتل العشرات وتشريد الآلاف، مع أضرار مادية قُدرت بمليارات الدولارات.
فيضانات البندقية، إيطاليا (2019): في نوفمبر 2019، تعرضت مدينة البندقية لفيضانات شديدة بلغت مستويات المياه فيها أعلى مستوى لها منذ أكثر من 50 عامًا. وصلت المياه إلى 1.87 متر، مما أدى إلى غمر الساحات والمباني التاريخية وتسبب في خسائر بملايين اليوروهات.
فيضانات جاكرتا، إندونيسيا (2020): في يناير 2020، شهدت جاكرتا أمطارًا غزيرة تسببت في فيضانات غمرت معظم أنحاء المدينة، وأدت إلى مقتل ما لا يقل عن 66 شخصًا وتشريد مئات الآلاف من السكان. كانت الفيضانات الأسوأ منذ سنوات وأحدثت أضرارًا كبيرة في الممتلكات والبنية التحتية.
فيضانات لندن، المملكة المتحدة (2021): في يوليو 2021، شهدت لندن أمطارًا غزيرة تسببت في فيضانات غمرت الشوارع والأنفاق ومرافق النقل العام. تأثرت أجزاء واسعة من المدينة وتضررت العديد من المنازل والمتاجر.
فيضانات نيويورك، الولايات المتحدة (2021): في سبتمبر 2021، تعرضت نيويورك لأمطار غزيرة مما أدى إلى فيضانات مفاجئة غمرت محطات المترو والشوارع.
تسلط هذه الأمثلة الضوء على أن الفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة ليست محصورة بدول معينة، بل هي تحد عالمي يواجه المدن الكبرى بغض النظر عن مستوى تطورها أو استعدادها.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |