السبائك الصفراء: تهريب عبر الجسد وسيارات مظللة تراقب.. وشخصيات متنفذة تغطي.. وغرفة الذهب محل شكوك

– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):

في عملية درامية ومثيرة للجدل، تمكنت السلطات الأمنية في مطار بغداد الدولي من إحباط محاولة تهريب ذهب بقيمة تقدر بمئات الآلاف من الدولارات. العملية، التي تورط فيها مساعد طيار، كشفت عن شبكة تهريب واسعة تمتلك أساليب مبتكرة وعلاقات متشابكة مع شخصيات نافذة.

العملية بدأت عندما لاحظ أحد عناصر أمن المطار سيارة رياضية مظللة من طراز حديث، مركونة في منطقة غير مخصصة للوقوف لفترة طويلة. السيارة، التي بدت غير مرتبطة بأي رحلة رسمية أو ركاب، أثارت الشبهات. أُرسلت فرقة للتفتيش الأولي لكنها لم تجد شيئًا بداخل السيارة، مما زاد من الحيرة.

بعد فترة قصيرة، تم رصد مساعد الطيار وهو يغادر من إحدى بوابات الموظفين الخلفية مرتديًا قيافة رياضية، ويمشي باتجاه تلك السيارة بطريقة متعجلة، محاولًا تفادي الكاميرات وأعين الأمن. أثار هذا السلوك انتباه فريق المراقبة الذي قرر التدخل.

عندما وصل مساعد الطيار إلى السيارة وفتح صندوقها الخلفي، تبين وجود حقيبة جلدية صغيرة ذات تصميم فاخر. قبل أن يتمكن من مغادرة المكان، تم توقيفه من قبل أفراد الأمن.

و عند محاولة تفتيشه، بدأ مساعد الطيار بالجدال مع عناصر الأمن مدعيًا أن الحقيبة تحتوي على أغراض شخصية. لكنه فقد السيطرة على الموقف عندما أُجبر على الجلوس لتفتيش دقيق. هنا كانت المفاجأة الكبرى:

داخل الحقيبة: حاجات شخصية ودولارات من اجل التمويه على المخفي من الذهب.
على جسده: السبائك كانت ملتصقة بساقيه باستخدام شريط لاصق خاص يمنع انزلاق المعدن.
في السيارة: صندوق مخفي تحت أرضية الصندوق الخلفي يعتقد انه مخصص لتهريب الذهب بشكل ممنهج .
مصادر مطلعة أشارت إلى أن السيارة المظللة لم تكن ملكًا لمساعد الطيار، بل تابعة لجهة متنفذة داخل شبكة التهريب.

مساعد الطيار كان يؤدي دور الوسيط الذي يتسلم الذهب من السيارة وينقله إلى الطائرة، حيث يتم تهريب الذهب إلى خارج البلاد دون المرور بالإجراءات الجمركية المعتادة.

فور القبض على المتورط، تلقى ضباط الأمن اتصالات متلاحقة من شخصيات نافذة تطالب بالإفراج الفوري عنه وتجنب إثارة القضية.

أحد المسؤولين الأمنيين صرّح: “الضغوط بدأت بعد أقل من 10 دقائق من توقيف المتهم. تلقينا تهديدات مبطنة، ووعودًا بمكافآت مقابل التغاضي عن الأمر.

التحقيقات الأولية شملت الغرفة الخاصة بشقيق النائب في المطار ، فيما الشكوك فيما هذه الغرقة تُستخدم كقاعدة عمليات لتسهيل تهريب الذهب.

الفضيحة شملت النائب البرلماني حسن الخفاجي. اذ أن شقيقه يمتلك غرفة خاصة داخل مطار بغداد الدولي تُستخدم لتسهيل عمليات استيراد الذهب.

الأمر أثار علامات استفهام كثيرة، خاصة بعدما قال النائب ان شقيقه  هو الذي  “تبرع بالغرفة للمطار”. لكن هذا التبرع أثار تساؤلات حول مدى قانونية أن تكون غرفة حساسة كهذه في المطار تحت إدارة شخص فرد وليس الجهات الأمنية أو الإدارية الرسمية.

واعتبر مصدر أمني، أن “وجود غرفة مخصصة لشخصية غير حكومية داخل المطار يُثير شبهات عديدة. هذا النوع من السيطرة يُسهّل التلاعب بعمليات الشحن الجمركي وتهريب الذهب وغيره من السلع”.

الحادثة دفعت جهات عليا في الدولة إلى المطالبة بمراجعة شاملة لإجراءات الأمن في المطار، وسط دعوات لإقالة المسؤولين عن إدارة المطار ومحاسبة جميع المتورطين، بمن فيهم الشخصيات المتنفذة.

صادر مطلعة أكدت أن الهدف الأساسي وراء هذه العمليات هو غسيل الأموال بطرق معقدة. يتم تهريب الذهب إلى الخارج، ليعود لاحقًا إلى العراق بفواتير مزورة تُظهره كذهب مستورد حديثًا. هذه الفواتير تُستخدم لسحب مبالغ كبيرة من العملة الأجنبية عبر المنصات المالية الرسمية، مستغلة النظام الجديد المعتمد حديثًا في كمرك المطار والشحن الجوي المعروف بـ”نظام الأسكودا”.

نظام “الأسكودا”، الذي يُفترض أنه يهدف لتعزيز الشفافية والحد من الفساد، تم استغلاله بشكل ذكي من قِبل الشبكة التي تُدير عملية تهريب الذهب. إذ يتم إدخال المعدن ضمن سجلات الاستيراد بطريقة قانونية ظاهرًا، بينما يُغطّى أصل الأموال المشبوهة من خلال هذه العمليات.

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments