كركوك تتألم من اللعبة القذرة: محمد تميم جعل من التعداد تكريس نفوذ وبنك تمويل

– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):

في كركوك، المدينة التي تتشابك فيها الألوان العرقية كخيوط سجادة قديمة، كان التعداد السكاني الموعود بترتيب الفوضى مجرد ستار دخان يخفي مؤامراتٍ أعمق. هناك، على طاولة المصالح المشتركة، جرى بيع الولاءات وتزوير الهويات، حيث نسج محمد تميم خيوط صفقةٍ مُريبة، متخلياً عن ضمير الأرض التي أنجبته. لعبة الأرقام لم تكن بريئة؛ كانت أداة لتكريس النفوذ وتغيير وجه المدينة بما يخدم طموحاته التي لا تعرف حدوداً.

لم يكن التعداد السكاني الأخير مجرد إجراء إداري روتيني، بل تحول إلى مسرح جديد يعكس تعقيدات النفوذ والفساد.
وفي قلب هذه الدراما السياسية، برز اسم وزير التخطيط، محمد تميم، الذي تتهمه مصادر مطلعة بتوظيف التعداد لتحقيق مكاسب شخصية وعشائرية، في خطوة وصفها كثيرون بـ”اللعبة القذرة” من أجل المال والنفوذ.

وفق معلومات خاصة، قام تميم بتوجيه العملية الإحصائية في كركوك عبر اعتماد غالبية آلاف المراقبين من عشيرته ( فضائيين، لا يعلم بوجودهم الاحصائيين الحقيقيين) ، حيث تضاعفت أعداد أفرادها بشكل ملحوظ في السجلات الإحصائية الجديدة. وقال مصدر سياسي إن تميم كان يطمح من خلال هذا التلاعب إلى تقديم عشيرته كأكبر عشيرة في المحافظة، مما يمنحه أوراق قوة انتخابية في المستقبل، فضلاً عن تعزيز مكانته في مفاوضات المناصب والتمويل الحكومي.

لم تتوقف مكائد تميم عند حدود العشائر، بل امتدت إلى تعميق علاقاته مع الأحزاب الكردية، حيث ذكرت مصادر مطلعة أن تميم أبرم اتفاقات سرية مع قيادات كردية. وبموجب هذه الاتفاقات، تم تسهيل تسجيل العائدين من الأكراد إلى المدينة يوم التعداد، وهو ما عزز الأعداد لصالح المكون الكردي بشكل لافت. ووفق ما أوردته مصادر في المحافظة، وصفت ما حدث بأنه “تحالف الفساد: الأرقام تُباع وتُشترى لتغيير هوية كركوك”.

أحد الباحثين الاجتماعيين الذي يمتلك معلومات تفصيلية عن نفوذ تميم في كركوك، وممتلكاته والمناصب التي وزعها على افراد اسرته واقرباءه، اعتبر أن هذه التحركات ليست مجرد فساد مالي، بل هي إعادة صياغة للخريطة العشائرية بما يخدم مصالح تميم.

وفيما يخص التهم المالية، أشارت مصادر إلى أن تميم تلقى مئات الملايين من الدولارات كرشاوى مقابل التلاعب بالاحصاءات، مستفيداً من مصالحه الواسعة في أربيل، حيث يمتلك أرصدة وممتلكات ضخمة. وأكدت المصادر أن هذه المصالح جعلته حريصاً على عدم إزعاج القيادات الكردية، مما دفعه لتقديم تنازلات خطيرة على حساب مكونات أخرى في كركوك.

وقالت مصدر محلي كركوكي: “محمد تميم ليس مجرد مسؤول سياسي، بل مهندس صفقة فاسدة تضع اموالا طائلة في جيب تميم”. وقد تزامن ذلك مع تزايد الغضب داخل العشائر العربية التي شعرت بأنها كانت ورقة مقايضة في يد تميم لتحقيق طموحاته الشخصية.

إحدى المواطنات من كركوك قالت لمنصة هف بوست عراقي عبر الماسنجر: “نشعر بالخيانة. محمد تميم باع المدينة وعشيرته من أجل مناصبه وأمواله”. أما أحد وجهاء العشائر العربية فقال: “كان يجب أن يكون التعداد فرصة للشفافية، لكنه أصبح أداة للتلاعب بمستقبلنا”.

المشهد في كركوك يزداد تعقيداً، وبينما يصر تميم على صمته، يُثار السؤال: هل ستتحرك السلطات للكشف عن خفايا هذه اللعبة القذرة، أم أن هذه الفضيحة ستصبح صفحة أخرى تُطوى في سجل الفساد العراقي؟.

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments