القصة الكاملة للتسريب بالأسماء والأماكن: رجل أعمال يسقط في شباك مستشار مرتشي

– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):

 

في أحد أيام الصيف الحارقة في بغداد، كان “ع ح “، رجل أعمال عراقي في منتصف الخمسينات من عمره، يجلس في مكتبه في منطقة الجادرية. هاتفه المحمول يرن باستمرار مع مكالمات من مستثمرين وشركاء محتملين. كان “ع ح “، يطمح إلى التوسع في أعماله بمجال الاستثمار، ورغم كل التحديات التي تواجهه، لم يفقد الأمل في تحقيق اختراق حقيقي في السوق العراقية المزدحمة.

في إحدى تلك المكالمات، تلقى اتصالاً غير متوقع من وسيط يُدعى “إ ح”، معروف في الأوساط التجارية بأنه يمتلك علاقات واسعة مع مستشار حكومي. عرض “إ ح” ترتيب لقاء خاص لـ “ع ح “، مع مستشار يُدعى “ي”، زاعماً أنه يمتلك القدرة على فتح أبواب مشاريع حكومية تقدر بمئات الملايين من الدولارات.

بعد يومين، وفي جلسة سرية بأحد المنازل الفاخرة في حي الكرادة، التقى “ع ح “، بالسيد “ي”، الذي كان محاطاً بهالة من النفوذ. تحدث “ي”، بلغة مليئة بالثقة، موضحاً أن الحكومة تخطط لإطلاق حزمة مشاريع استراتيجية، تتضمن بناء مستشفيات ومجمعات سكنية. قال بنبرة واثقة: “هذه الفرصة لن تتكرر، وعليك أن تكون جاهزاً لها. لكن مثل هذه المشاريع تحتاج إلى تيسيرات خاصة، وأنا الرجل الذي يمكنه تأمين هذه التيسيرات والاستثمارات لك.”

بعد اللقاء، بدأ “ع ح “، يشعر بحماس كبير. المشاريع الضخمة التي تحدث عنها “ي”، يمكن أن تغير مجرى حياته. لكن الحماس لم يدم طويلاً؛ فالسيد “ي”، طلب من “ع ح “، دفع مبلغ قدره 300 ألف دولار كـ”مقدمة عمولة” لتأمين استثناء خاص يمكنه من الحصول على إحدى تلك المقاولات.

في مكالمة هاتفية لاحقة، حاول “ع ح “، التفاوض بشأن المبلغ، معبراً عن قلقه من المخاطرة الكبيرة. لكن الوسيط طمأنه قائلاً: “هذا ليس استثماراً خاسراً، بل هو الباب الذي سيدخلك إلى عالم المشاريع الكبرى. وثق بي، ستكون علاقتنا طويلة الأمد إذا أثبتت جديتك، والاستثناء تحصيل حاصل، وان هناك مسؤولين يتوجب علينا الدفع لهم.”

بعد مشاورات طويلة، وافق “ع ح “، على تحويل 150 ألف دولار كدفعة أولى، على أن يتم دفع المتبقي عند توقيع العقد. تم تحويل المبلغ عبر وسيط بنكي، حفاظاً على السرية.

لكن مع مرور الأسابيع، بدأ القلق يتسلل إلى “ع ح “، حين لم تصله أي أخبار بشأن العقد الذي وُعد به، وكلما حاول التواصل مع “ي”، ، كانت الإجابات مبهمة. في إحدى المرات، رد ي قائلاً: “الإجراءات تسير، لكن الأمور تحتاج إلى صبر.”

في تلك الأثناء، طلب “ي”، من “ع ح “، توسيع دائرة العلاقات عبر جلب مستثمرين آخرين يمكنهم المساهمة في مشاريع مماثلة. قال له: “هذا ليس فقط لمصلحتك، بل لمصلحة البلد. نريد شركاء موثوقين.” لكن “ع ح “، بدأ يدرك تدريجياً أن اللعبة أكبر مما تصور.

مع تزايد الضغوط المالية وعدم وجود نتائج ملموسة، قرر “ع ح “، استشارة أحد أصدقائه، الذي كان يعمل في مجال مكافحة الفساد. بعد مراجعة التفاصيل، نصحه الصديق بأن يفضح ي، موضحاً أن هذه الحيل غالباً ما تُستخدم لابتزاز المستثمرين دون أي نية حقيقية لتقديم المشاريع الموعودة.

انتهت القصة بمواجهة “ع ح “، لواقع مرير: المبلغ الذي دفعه قد لا يعود، والثقة التي وضعها في الوسيط كانت في غير محلها. لكنه قرر أن يكشف القصة للإعلام. فكان التسريب.

 

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments