– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):
حيدر العبادي، رئيس ائتلاف النصر، بدأ يظهر يوميا على الشاشات، مستعرضاً طموحات تبدو بعيدة المنال.
وبادر العبادي بحملة انتخابية مبكرة، يتنقل خلالها بين العشائر والمجتمعات الشبابية والإعلاميين، ليعيد طرح ذاته كخيار سياسي غير قابل للتجاهل. لكن المراقبين السياسيين يرون في هذه الخطوات محاولة لتسجيل حضور مستهلك يفتقد إلى الأثر الفعلي، ما يجعل طموحه في العودة إلى رئاسة الحكومة عبر التوافق السياسي لا الانتخابات يبدو مثل محاولة العبور فوق جسر هش لا يحتمل عبورًا ثقيلًا.
يقول أحد المراقبين إن العبادي يدرك أن وزنه في الانتخابات لا يتجاوز وزن الريشة، لكن الظروف في العراق قد تتيح دائمًا للمستحيل أن يتحقق، فالتاريخ يروي أن العديد من رؤساء الحكومات وصلوا إلى السلطة دون رصيد سياسي وبرلماني قوي، بل بفضل الظروف المواتية أو الخيارات الاضطرارية. هذا ما حصل مع مصطفى الكاظمي وغيره.
العبادي نفسه، الذي يكرر ذات الشعارات الإنشائية التي سوقها لسنوات، يجتمع في ملتقيات الشباب ليؤكد على تحديات العراق ورؤيته السياسية، إلا أن هذه الكلمات باتت تُعتبر قديمة وعفا عليها الزمن. وحين يذكر في كل مناسبة أنه من قاد عمليات تحرير نينوى وحرر الموصل من قبضة الإرهاب، يفتقد خطابه إلى التجديد الذي يمكن أن يلامس واقع العراقيين الحالي، وكأنه يقدّم للشارع تذكرة ببطولاته القديمة التي لم تُترجم إلى تغيرات ملموسة.
لكن العبادي، وعلى رغم ضعف شعبيته، يواصل محاولاته لتوسيع قاعدة دعمه. في ترويج مبطن للانتخابات، التقى نخبة من الشخصيات الإعلامية و العشائرية والأكاديمية والشبابية والنسائية من العاصمة، مثلما فعل في ميسان وبابل والأنبار وكردستان.
وقد استقبل في هذه اللقاءات تعليقات وانتقادات تنبّه إلى أن العراقيين لم يعودوا يطيقون التنظير، بل يطلبون الأفعال. أحد الناشطين سأل بتحدٍ: “ماذا حققت من إنجاز للشعب العراقي؟ هل يمكن أن أعرف حجم جمهور ائتلاف النصر؟”
وتشير المصادر إلى أن العبادي، القيادي في الإطار التنسيقي، يحاول أيضًا التودد للتيار الصدري، عسى أن تفتح له هذه العلاقات باب العودة إلى رئاسة الحكومة. في هذا السياق، قال علي الفتلاوي، العضو في الإطار، في إشارة إلى العبادي، انه يرسل رسائل مغازلة للتيار الصدري بخصوص نيته العودة السياسية، مبينًا أن هذه الرسائل قد توحي بإمكانية تحالف سياسي أو انتخابي في المستقبل.
لكن الجانب الآخر من صورة العبادي لا يخلو من الجدل. فبينما يتنقل بين المواقع السياسية، يرى البعض فيه مجرد تاجر ملياردير أكثر من كونه سياسيًا. تتحدث المصادر عن الوجه الآخر للعبادي باعتباره أحد المنتفعين من المراكز التي شغلها، حيث تحولت المناصب إلى بوابة للثراء الفاحش على حساب المال العام، ما يعكس صورة سياسية نفعية تثير الاستياء لدى كثير من العراقيين.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |