– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):
تسليط الضوء على حرب التسريبات في العراق يكشف عن تحول هذه الظاهرة إلى مشهد يتسم بالتلاعب والتضليل، بعيداً عن الأهداف الأصلية التي كانت تهدف إلى فضح الفساد وكشف مكامن الخلل.
و أصبحت التسريبات التي تصنع عبر دس شخص للحديث عن قضية معينة ثم تسجيل الصوت، وسيلة لا تريد كشف الحقائق، بل لأجل خلق فوضى وخلط للأوراق حيث يخضع التسجيل لاحقا للمونتاج، باستخدام أدوات مثل الذكاء الصناعي وتقنيات التعديل لإخراج النصوص من سياقها وإضافة عناصر مزورة.
و الغاية من قصة التسريبات هو الضغط للسكوت على ملفات خطيره لنائب، والعمل على ضرب من له حظوظ انتخابية كبيرة.
وما حدث ليس اختراقا، بل هو دس متعمد لشخص مبتذل للحصول على بعض الاحاديث في موضوع ما، بقصد خلق جو من الضغينة، كما أن السكوت على مثل هذا الدس هو تشجيع من هؤلاء لضرب القيم المجتمعية وتعزيز اجواء خيانة الأمانة بالحديث والابتذال، حيث الحديث سيان، في من باع ومن اشترى.
في هذا السياق، جاء الدس الأخير المتعلق بالنائبة عالية نصيف ليثير تساؤلات حول مدى مصداقية ما يُنشر. فالتسجيل الذي ظهر بشكل مفاجئ، وهو عبارة عن حديث بينها وبين شخص يُعرف بـ”أبو سيف”، لم يحقق الانتشار الذي طالما تميزت به التسريبات السابقة. ويعود السبب في ذلك إلى الطبيعة الملفقة لهذا التسريب، الذي تم تقطيعه وتعديل أجزاء منه بشكل يخدم أجندة معينة، ويهدف إلى توجيه الرأي العام بعيداً عن الملفات الأكثر أهمية مثل قضايا تهريب الذهب في مطار بغداد التي تورطت بها شخصيات برلمانية، أو الفساد في مشاريع الاستثمار.
وإذا كان الهدف من هذه التسريبات هو الإضرار بسمعة النائبة نصيف، فان حقيقة المحادثة الاصلية، تكشف عن حجم
التضليل، ففي بيان أفادت النائبة عالية نصيف أنها “خلال التسجيل، كانت تعبر عن تقديرها لمنطقة “الحرية” في بغداد، مستخدمة مقولة “التحرير بالدم” كإشارة إلى أهمية الدفاع عن تلك المنطقة، التي كانت عرضة للتهميش والظلم في فترات سابقة”. وأضافت أن “هذه المواقف لم تكن إلا نتاج جهودها الشخصية ومتابعاتها الحثيثة، والتي واجهت فيها الكثير من الاستهداف والتحديات”.
المعلومات التي جمعتها مصادر إعلامية ومراقبون، تشير إلى أن هذا النوع من التسجيلات، لا يمثل سوى ضوضاء في مسار الحقيقة. ففي الوقت الذي تنشغل فيه أطراف عديدة بمحاولات خلط الأوراق، تظل الأدلة التي تحتفظ بها هيئة النزاهة والقضاء كافية لدعم موقف النائبة نصيف.
وفي مشهد يُبرز تواطؤ البعض لأهداف مشبوهة، يؤكد صحفيون عراقيون و مراقبون أن “أبو سيف” هو جزء من شبكة دس متعمد لشخص من اجل الحديث عن قضية معينة، وهذه العملية يشترك فيها نائب واعلامي. وقد أسفر ذلك عن نشر التسجيل الصوتي بعد إخضاعه لعملية مونتاج واضحة.
وفي خطوة قانونية حاسمة، أعلنت النائبة نصيف عن رفع دعوى قضائية ضد نائب متورط في دس هؤلاء الاشخاص، الذي كان مصدر تسريب التسجيل، مشيرة إلى قيامه بشراء “ذمة” الشخص المدسوس، وهو أبو سيف للحصول على المحتوى الصوتي المشوه.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |