– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):
تتسارع وتيرة الكشف عن تفاصيل شبكات الفساد والتهريب التي تستنزف الاقتصاد الوطني، وكأنها صورة أخرى من الواقع المعاش الذي بات ينغمس في غياهب التلاعب والتهرب من الرقابة. في هذا السياق، تؤكد مصادر مطلعة على أن أحد الأعضاء البارزين في شبكة تهريب الذهب عبر مطار بغداد هو الطبيب م ج، المدير العام السابق في صحة الكرخ، الذي تم إنهاء تكليفه من قبل الجهات المختصة بسبب تورطه في قضايا فساد خطيرة. هذا الطبيب، الذي كان يزعم خدمة المجتمع من خلال مهام إدارية حساسة، ارتقى اليوم ليصبح أحد الأسماء البارزة في سوق الظلال، حيث تتداخل الأنشطة غير القانونية في كافة أوجه حياته.
بحسب المعلومات التي حصلت عليها منصة هف بوست عراقي، فإن م ج وزوجته يشكلان جزءًا رئيسيًا من شبكة تهريب الذهب التي تستفيد من علاقات متشابكة مع سياسيين بارزين. المثير في الأمر أن الشبكة تعمل بتنسيق مباشر مع نائب عراقي من بغداد ونائبة كردية مقيمة في العاصمة.
الاستثمارات المشبوهة لم تتوقف عند هذا الحد، حيث يروي مصدر مطلع أن م ج قام مؤخرًا بشراء معمل ضخم لإنتاج الحديد في إيران بالتعاون مع نائب عراقي آخر، في خطوة أثارت قلق الأوساط الاقتصادية والسياسية. لا يعد هذا استثمارًا شرعيًا بقدر ما هو محاولة لتبييض الأموال وتأمين قاعدة مالية جديدة تتيح له تمويل أنشطته المشبوهة دون التعرض للتفتيش الدقيق.
أما الشبكة نفسها، فقد أثبتت قدرتها على التلاعب بالنظام الإداري واللوجستي، إذ تم كشف تفاصيل عن استخدامها مواد مثل “الشاش” لتغطية الذهب وتهريبه بطرق معقدة ومموهة. هذه التقنيات ليست سوى دليل على مدى تعقيد العمليات التي تديرها الشبكة وعمق الفساد الذي يغرق فيه بعض مسؤولي البلاد.
وتفيد المصادر أن م ج ، الذي تحوّل إلى إدارة مراكز التجميل بعد أن اصطدم بتحديات في مسيرته الطبية، استخدم هذه المراكز كغطاء لنشاطاته غير القانونية. هذه المراكز التي يزعم أنها تقدم خدمات تجميلية، أصبحت معابر سرية لتهريب الذهب، وهو ما أشار إليه العديد من المراقبين الذين أكدوا أن تعاون م ج مع تاجر ذهب معروف في بغداد – يصفه البعض بالشريك الخفي – ساعد في إدارة هذه العمليات السرية من خلف الكواليس.
وبالرغم من الجهود المبذولة لمكافحة هذه الشبكات، إلا أن السجال بين السلطة والمفسدين يستمر، حيث تردد الأوساط السياسية والإعلامية تساؤلات حادة: من أين لك هذا يا م ج ؟ وما حجم الثمن الذي دفعته البلاد من أجل حماية هؤلاء القلة على حساب ثروات الشعب ومصالحه؟.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |