– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):
عدنان أبو زيد
مترجم من صحف غربية
تقدم المعارضة السورية وسيطرتها على حلب تهدف بشكل أساسي إلى إنهاء النفوذ الإيراني في سوريا وغرب العراق.
مصير غزة استقر في يد إسرائيل، وحزب الله في لبنان يواجه تداعيات خسائره الجسيمة، والآن جاء الدور على النفوذ الإيراني في سوريا والعراق. عملية السيطرة على حلب أظهرت تنسيقاً واضحاً بين المعارضة المدعومة من قوى دولية تهدف إلى قطع خطوط الإمداد الإيرانية وانهاء اذرعها في المنطقة.
التحرك لم يقتصر على الجانب العسكري، بل يحمل أبعاداً استراتيجية أوسع تهدف إلى تغيير ميزان القوى داخل سوريا، مما يضع نظام بشار الأسد أمام تحديات وجودية.
الخطة ترتكز على إبعاد إيران عن الشمال والوسط السوري، وصولاً إلى غرب العراق. التوقعات تشير إلى أن طهران ستواجه تقليصاً كبيراً في نفوذها مع فقدانها حلب ومناطق أخرى، مما سيزيد من هشاشة موقف الأسد في ظل خسارته أحد أبرز حلفائه.
العملية بعثت رسالة واضحة بأن المرحلة المقبلة ستشهد إعادة تشكيل للخريطة السياسية في سوريا والعراق على حساب النفوذ الإيراني، وهناك تحركات دولية وإقليمية لإيجاد بدائل جديدة.
سيطرة الفصائل المعارضة ذات الغالبية السنية على حلب، بدعم غير معلن من تركيا ودول أخرى، وبدفع أمريكي ضمني، جاءت كخطوة مفاجئة قلبت موازين الصراع. ووفقاً لمصادر، فإن العملية نُفّذت بتنسيق تركي-أمريكي في الخفاء بهدف إنهاء النفوذ الإيراني في سوريا وغرب العراق. دخول الفصائل إلى حلب كان حاسماً، حيث استهدفت المقرات الإيرانية ومراكز النفوذ الشيعي، مثل الحسينيات، ما يعكس تصاعد التوتر الطائفي.
الملاحظ أن الفصائل السنية لم ترفع شعارات معادية لأمريكا أو إسرائيل، في تحرك يؤكد أبعاده الجيوسياسية.
منذ اللحظات الأولى، برز الدعم اللوجستي والعسكري الواضح للفصائل، حيث استُخدمت أسلحة متطورة وتقنيات حديثة مشابهة لتلك المستخدمة في العمليات التركية بشمال سوريا. التزام الولايات المتحدة الصمت العلني فُسر كضوء أخضر ضمني للعملية.
القبائل العربية السنية حتى في العراق، استقبلت الفصائل المعارضة بترحيب، واعتبرت السيطرة على حلب فرصة لإعادة ترتيب الأوراق لصالحها. هذه القبائل أعلنت دعمها الكامل وبدأت في حشد المقاتلين تحت شعار طرد النفوذ الإيراني.
المشهد لم يخلُ من رفع شعارات معادية لإيران والشيعة، وسط تأييد واسع من السنة في العراق وسوريا ولبنان، لفصائل المعارضة السورية.
التقارير التحليلية تشير إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تحركات أكثر جرأة ضد التواجد الإيراني، خاصة أن حزب الله اللبناني يمر بأضعف حالاته بسبب استنزافه في الصراع مع إسرائيل. هذا الضعف سوف يسهم في عزل إيران عن معاقلها في سوريا، في وقت تنشغل فيه روسيا بحربها في أوكرانيا.
من المتوقع أن تتجه الفصائل المعارضة، بدعم القبائل، إلى تطهير المناطق المحيطة بحلب مما تصفه بـ”الوجود الإيراني”، في حين قد يتزايد الضغط الدولي على النظام السوري لإجراء تغييرات جذرية تنهي عزلته السياسية.
التغيرات الكبيرة في حلب ستترك آثاراً عميقة على مستويات مختلفة.
عسكرياً، ستُحدث سيطرة المعارضة تغييراً جوهرياً في خطوط الإمداد العسكري بين دمشق والشمال السوري، مما سيؤثر على قدرة إيران في دعم حلفائها. كما أن هذا التغيير سيعزز النفوذ التركي في المنطقة الشمالية.
اقتصادياً، ستتأثر الطرق التجارية بين دمشق والشمال، وستشهد المنشآت الصناعية في حلب، التي تعد مركزاً اقتصادياً مهماً، تغييرات في السيطرة، ما يعيد رسم مسارات التجارة.
سياسياً، ستتغير ديناميكيات التفاوض بين الأطراف، مع تأثيرات مباشرة على العلاقات مع القوى الإقليمية.
إنسانياً، قد تشهد المنطقة موجة نزوح جديدة، إلى جانب تغيرات في وصول المساعدات الإنسانية.
الأيام المقبلة تحمل في طياتها ملامح مرحلة جديدة في الصراع، إذ أن السيطرة على حلب قد تكون مجرد خطوة أولى في مواجهة إقليمية ودولية متعددة الأبعاد.
تتركز الفصائل الشيعية العراقية وحزب الله اللبناني في سوريا في عدة مناطق استراتيجية:
مناطق تواجد حزب الله:
القصير والقلمون في ريف دمشق (منطقة استراتيجية على الحدود اللبنانية)
جنوب دمشق وخاصة محيط مقام السيدة زينب
حلب وريفها، خاصة المناطق المحاذية لتركيا
معبر البوكمال الحدودي مع العراق
الفصائل العراقية الشيعية:
دير الزور، وخاصة مدينة البوكمال والميادين
ريف حمص الشرقي
محيط مطار دمشق الدولي
المنطقة الممتدة من تدمر إلى البوكمال
منطقة الحسكة (وجود محدود)
نقاط التمركز المشتركة:
المنطقة الممتدة من دمشق إلى تدمر
المناطق الحدودية مع العراق
المناطق المحيطة بالمقامات والمراقد الدينية الشيعية
يرتبط تواجد هذه القوات بعدة عوامل:
حماية المراقد والمقامات الدينية الشيعية
تأمين خطوط الإمداد من إيران عبر العراق إلى سوريا ولبنان
السيطرة على المعابر الحدودية الاستراتيجية
دعم القوات الحكومية السورية في مناطق محددة
( النص يعبر عن رأي الصحف ولا يعبر بالضرورة عن موقف هف بوست عراقي)
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |