صندوق إعمار ذي قار.. من حلم التنمية إلى مستنقع الفساد..

– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):

“توابيت خضراء وثيل صناعي بـ5 مليارات في ساحة الحبوبي من ابداع محمد الغزي”
“شركات وهمية ومشاريع فاشلة: كيف أُهدرت المليارات في ذي قار؟”
“عقود بـ 8 مليارات لشركة تملك آليتين فقط.. هدر بلا حدود”
“بناء مستشفيات بيد شركات طرق.. مهازل صندوق الإعمار تتكشف”
“فساد فوق الحفر.. مشاريع الطرق”
“6 مليارات دينار ضاعت في طريق الدواية-النصر”
“صندوق إعمار ذي قار: المشاريع بالتزكية والنتائج كارثية”
“صفقات بالملايين على أساس العشائرية”
“المحافظ السابق وصندوق الإعمار.. ثلاث موازنات بلا أثر”
“شركات عديمة الخبرة تتسيد مشاريع ذي قار”
“الفساد يقود التنمية: لماذا فشل صندوق إعمار ذي قار؟”

تواجه حملة إعمار ذي قار في الوقت الحاضر، تحديات متراكمة نتيجة إرث فساد عميق ارتبط بالحقبة الحكومية المحلية السابقة وصندوق إعمار ذي قار، الذي تأسس في العام 2021 كاستجابة لمطالب المتظاهرين بإصلاح الأوضاع في المحافظة. ورغم مرور عدة سنوات ومحاولات الإصلاح، يبدو أن الفساد الذي طال الصندوق لا يزال يلقي بظلاله الثقيلة على المشهد التنموي، فيما الاعمار في الوقت الحاضر يواصل إزالة تراكمات العقود والصفقات المشبوهة التي ابرمت بنحو التسعين بالمائة في الحكومة السابقة.

النائبة فيان دخيل فجرت موجة من الجدل بتصريحاتها حول الفساد المستشري في عمل الصندوق. وذكرت في تصريحات أن عقودًا بقيمة ثمانية مليارات دينار عراقي مُنحت لشركة تملك آليتين فقط، مضيفة أن “هذه العقود استُثنيت من الإجراءات الحكومية، ولم تُطرح للتنافس العلني”. وفي حديث آخر، أكدت دخيل أن بعض الشركات التي حصلت على مشاريع ضخمة لم تكن لديها خبرة سابقة أو أعمال مماثلة، مما يطرح تساؤلات جدية حول المعايير التي أُسندت بموجبها هذه المشاريع.

وأشار تقرير صادر عن ديوان الرقابة المالية إلى أن الأغلبية الساحقة من مشاريع ذي قار نُفذت في عهد المحافظ السابق الذي استفاد من ثلاث موازنات ضخمة هي: موازنة الإعمار، وموازنة ذي قار، وموازنة تنمية الأقاليم. ورغم هذه الموازنات الهائلة، كانت المحصلة مشاريع وصفتها مصادر محلية بأنها “شكلية وفاشلة”، ما أثار استياء سكان المحافظة الذين لطالما انتظروا تحسينات جوهرية في البنى التحتية والخدمات.

وقال المهندس علي عبد الحسين، إن الشركات التي حصلت على عقود مشاريع كبيرة لم تكن تمتلك خبرة حقيقية، مضيفًا: “راقبت عن كثب كيف أسندت مشاريع مثل بناء المستشفيات لشركات متخصصة في إنشاء الطرق، في مشهد عبثي يعكس الفساد والإهمال”. وذكر مقاول محلي، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن العقود وُزعت بناءً على القرابة العشائرية والمصالح السياسية.

الناشط أحمد العلاق، في تغريدة أثارت جدلًا واسعًا، كتب: “صندوق إعمار ذي قار في الحقبة السابقة كان ولا يزال نموذجًا لهدر المال العام بلا حسيب ولا رقيب. مشروع ‘الق ذي قار’ في ساحة الحبوبي مثال صارخ لهدر 5 مليارات دينار على مشاريع تزيينية بلا فائدة”. بينما أشار الدكتور علي، في تغريدة أخرى، إلى أن الفساد في مشاريع الطرق أدى إلى حوادث مأساوية، مثل حادث سير شمال ذي قار بين منطقتي قلعة سكر والرفاعي، أسفر عن وفاة ثلاث طالبات بسبب حفر عميقة في الطريق.

مصادر محلية عزت سوء تنفيذ المشاريع إلى خلل مزدوج يتمثل في سوء اختيار الشركات وصفقات الفساد التي أحاطت بإحالة المشاريع ونهب أموالها. وقال علي جابر الزاملي الموسوي في منشور على فيسبوك: “مشروع طريق الدواية-النصر كلف 16 مليار دينار في البداية، ثم انخفض إلى 10 مليارات بعد مراجعة التكلفة. هذا يعني أن هناك 6 مليارات دينار ضاعت بين الفساد والنهب”.

ومن جانبه، تحدث الناشط ناطق الخفاجي عن تعرضه لتهديدات مباشرة من مدير الصندوق عقب نشره تحقيقات حول شبهات الفساد في المشاريع. وكتب على صفحته: “الفساد ليس مجرد رقم، إنه منظومة متكاملة تحميها شبكات معقدة تجعل كشفها ومحاسبتها مهمة خطيرة”.

التحليلات تشير إلى أن إصلاح الوضع في ذي قار يحتاج إلى إعادة هيكلة الصندوق وإبعاد المتورطين في الفساد. كما أن المساءلة القانونية يجب أن تكون أساس أي خطوة إصلاحية لتجنب تكرار هذا السيناريو الكارثي. ومع استمرار الجهود الشعبية والإعلامية في كشف الحقائق، يبدو أن معركة ذي قار ضد الفساد سوف تكون طويلة لكنها ليست مستحيلة.

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments