“دمشق أموية مجددًا”..  التطورات السورية تبعث الفرح بين سنّة العراق و تشعل جدلًا طائفيًا  

– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):

 

نجاح المعارضة السورية ذات الغالبية السنية في السيطرة على عدة مدن سورية واقترابها من دمشق أحدث أصداء واسعة في الداخل السوري والعراق.

في العراق، عكست منصات التواصل الاجتماعي حالة من الحماسة في أوساط المجتمع السني، حيث رأى البعض في هذا التقدم انتصاراً رمزياً لهم يعزز موقفهم داخل العراق ويمد جسور التعاطف مع معارضة بشار الأسد.

في سامراء، تحدثت مصادر محلية عن تعرض عدد من المواطنين السنة لمضايقات بعد احتفالاتهم العفوية بانتصارات المعارضة السورية. وقال أحد سكان المدينة: “فرحنا بما نراه من إخوتنا السوريين، لكن يبدو أن حتى الفرحة أصبحت جريمة.”

داخل سوريا، ارتفعت نبرة الحديث عن “دمشق الأموية”، حيث كتب أبو أسامة إسماعيل (@k_llf3) على منصة “إكس”: “قريبًا سينتهي الشعب السوري من مأساة وظلم دام لعقود.. ستعود سوريا إلى عهدها السابق أموية كما كانت عليه. اللهم أتمم نصرك.”

وتبنى الموقف ذاته أبو مصعب حسام (@hua19913) مغرداً: “ستعود لمن حررها من البداية.. دمشق أموية.”

أما نور الدين سامي (@nouraldinsami) فقد كتب: “في الساعات المقبلة بإذن الله، سنرى تحطم عرش النصيرية الذي طال أربعة عقود ونيف. وبعد أن كانت دمشق أموية تروي الأمم بتاريخها، ها هي تستعيد مجدها بعد أن دنسها المحتلون.”

هذه الخطابات استدعت استياءً من أوساط شيعية عراقية وسورية، حيث اعتُبر هذا الطرح محاولة لتكريس هوية تاريخية تستثني المكونات الأخرى.

حسين الكربلائي (@h_alKarbalai)، المعروف بانتمائه للتيار الصدري، طتب قائلاً على منصة اكس، منتقدا قوى شيعية عراقية: “في ٢٠٠٤ تركوا مرقد الإمام علي يُقصف من قبل القوات الأمريكية المحتلة، واليوم في ٢٠٢٤ يذرفون دموع التماسيح على مرقد العقيلة زينب. من خذل الأب لن ينصر ابنته مهما حمل من شعارات.”

وفق تحليلات ميدانية، فإن تقدم المعارضة قد يؤدي إلى إعادة تشكيل التوازنات الطائفية في المنطقة، لاسيما في العراق، حيث ينظر السنة إلى سقوط نظام الأسد كخطوة تعزز من موقفهم في الداخل العراقي.

من جهة أخرى، حذرت تقارير ميدانية من أن الخطاب الطائفي المتصاعد قد يُشعل فتيل صراعات جديدة.

واعتبر الباحث الاجتماعي عادل السماوي من بغداد، أن هذا التوتر، إذا تُرك دون معالجة، قد يعيد المنطقة إلى مربع الصراع الطائفي، قائلاً: “الخطاب الطائفي يعمّق الجراح ويطيل أمد الأزمات بدلاً من حلّها.”

بالتوازي، أشارت مصادر سياسية إلى أن تورط عراقيين سنة في القتال إلى جانب المعارضة السورية يعكس تعقيد المشهد الإقليمي.

وقال تحليل ان “هذه التحولات تزيد من هشاشة الوضع العراقي، حيث يواصل بعض الأطراف لعب أدوار إقليمية بدلاً من التركيز على استقرار الداخل.”

في النهاية، يبقى السؤال مطروحاً: هل تقود هذه التطورات إلى إنهاء معاناة السوريين أم تفتح الباب أمام صراعات أوسع قد تتجاوز حدود سوريا لتُعيد تشكيل المنطقة بأكملها؟

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments