– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):
في مسرح السياسة، حيث الأقنعة تتبدل أكثر من الوجوه، يبرز مشعان الجبوري كبهلوان سياسي، يبدّل هويته كمن يبدّل عباءته.
اطلق على هويته صفة “السوراقي” ويقصد سوريا والعراق، فهو “سوري” حين يخدمه الانتماء الى نظام بشار الأسد، و”العراقي” حين يناديه الدولار. انه مزوّر هويات عابر للأوطان.
تفاصيل
على الرغم من غياب المصادر الرسمية التي تؤكد الأخبار المتداولة، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم شائعات تفيد بأن المعارضة السورية صادرت فندق “أجينور” وقصرًا في شارع السفراء بدمشق، وكلاهما يُنسبان إلى مشعان الجبوري، المعروف بعلاقاته الجدلية مع النظام السوري.
تلك الأخبار، غير المؤكدة، وقد تكون صحيحة، أضافت مزيدًا من الإثارة بحديثها عن العثور على أجهزة تسجيل تجسس في الفندق المزعوم، ليظهر اسم مشعان ضمن قائمة المطلوبين للعدالة في سوريا بعد السقوط المنتظر للنظام.
“سوراقي الهوية”
مشعان الجبوري، الذي يعرّف نفسه بـ”سوراقي” الهوية، ظل محورًا للجدل منذ سنوات. علاقاته بأجهزة الأمن السورية لم تكن خافية على أحد، حيث ارتبط اسمه بتبادل معلومات حساسة مع النظام السوري وتملّقه الواضح لبشار الأسد، حتى قبل سقوط بغداد في عام 2003. وقد اشتهر بإطلاق قناة “الزوراء” من دمشق، والتي استخدمت لتبرير الإرهاب في العراق تحت أعين أجهزة النظام السوري.
وحين حاصرته تهم تزوير شهادته، توسل الى السفارة السورية في بغداد لتوثيق أوراق تثبت “نقاء” سجله وتبرئه من هذه الاتهامات.
ذاكرة العراقيين لا تنسى
العراقيون، الذين ما زالوا يعيشون تداعيات الإرهاب القادم من الحدود السورية، لم يغفروا لمشعان أفعاله. في أعينهم، هو رمز للانتهازية والفساد، وربما سيكون من الطبيعي أن ينبذونه أكثر بعد سقوط نظام الأسد.
ناشط عراقي سخر من مشعان بتغريدة كتب فيها: “أنت ضارب الهوية العراقية سلفاً لأن جذورك غير راسخة”. آخر علق قائلاً: “العمل للوطن هو الذي يحدد الهوية وليس الأكاذيب والدولار والصفقات”.
هوية “مضروبة”
فكرة “الهوية المضروبة” لمشعان، كما أشار مغردون، ليست غريبة. “مشعان والكثير من أمثاله ليسوا سياسيين بل هم تجار فاسدين يتاجرون بالصفقات والمناصب”، كتب أحدهم. فهذه الهوية المرنة التي تُغير جلدها وفق المصالح هي ما أتاح لمشعان أن يكون “سوراقيًا في سوريا، أمريكي الهوى في العراق، وقذافي النزعة في ليبيا، وشيعيًا مع إيران”.
سؤال الهوية
المغرد Anwar Alfaisal كتب متسائلًا: “لماذا المغالاة في الهوية السوراقية؟ مشعان يردد دائمًا أنه سوراقي الهوية، ألا تعتقد أن الأمر غريب؟”.
ربما الجواب يكمن في السطور التي قُدّمت في هذا التقرير.
“السوراقية” ليست مجرد هوية مزدوجة، بل حيلة تكتيكية لرجل ينسج ولاءاته وفق الريح، ويربط مصيره بمن يستطيع منح الفرصة التالية.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |