العبادي يسابق الريح نحو الجولاني ويطعن الأسد الإيراني الجريح.. انه زمن الانتقام!

– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):

فريق هف بوست عراقي: أضحى حيدر العبادي، الذي طالما وقف على عتبات طهران متوسلًا بأن تمنحه نفوذا سياسيا أكبر، وفرصة لتمديد ولايته الحكومية وقتها، أشبه بمن يحاول فك أغلاله ويفر بعيدًا عن طهران، نحو الجولاني الذي فكك العرش الإيراني بسوريا.
العبادي يركض في تيار الريح السياسي وكأن صدى سقوط الحصان الإيراني في دمشق قد حرر خطواته، وأطلق يديه لتصافح وجوهًا لم يكن يتخيلها يومًا إلا أعداءً خلف الحدود.

إيران، التي كانت يومًا أسدًا يزأر في المنطقة، تبدو اليوم في نظره أسدًا جريحًا، يجثو على أطرافه بعد فقدانه لميدان دمشق، حيث انتهى عهد بشار الأسد.
هنا، اقتنص العبادي اللحظة، مدّ يده لحكام دمشق الجدد الذين لم يترددوا في رفع شعارات تنتقم من الشيعة وإيران.
وبدا كأن العبادي قد وجد في سقوط الأسد فرصة ذهبية ليقول لطهران: “آن أوان الحساب.”

وفي الوقت الذي تأنت فيه القوى السنية والكردية في العراق، متحفظة أمام الغموض الذي يكتنف المشهد السوري الجديد، كان العبادي يهرول نحو حكام دمشق الجدد بلا تردد.

بدا كأنه فارس مستعجل يريد أن يحجز مقعدًا في الصفوف الأولى لمعادلة الشرق الجديد، يتحدث عن فتح قنوات تواصل، بل ويدعو إلى دعمهم بشكل صريح.

العبادي، الذي تحول من سياسي متريث إلى مقامر جريء، بدا وكأنه يغازل قائد سوريا الجديد، الجولاني، بأسلوب يثير دهشة خصومه وحلفائه على حد سواء.

واذا كان مسعود البارزاني، أول من أشاد بالجولاني، فان العبادي استعار روحه ليتحدى قواعد اللعبة التقليدية في المنطقة.

وبينما نوري المالكي يحافظ على تحفظه، وعمار الحكيم يتخذ موقف الوسطية والعقلانية، في قراءة الضباب الكثيف الذي يغلف مستقبل دمشق، يقف العبادي على أطلال النفوذ الإيراني مسرورًا، كأنه يسمع صهيل حصانها يتراجع في العراق بعد أن سقط في سوريا.

ربما كان العبادي يرى أن سرعة ركوب الموجة قبل أن تنقشع غيوم دمشق هي ما يميزه عن سواه. بيد أن هذه السرعة قد تكون أيضًا انزلاقًا مبكرًا نحو رمال متحركة، حيث لا أحد يعلم بعد إن كانت دمشق الجديدة ستفتح ذراعيها له أم ستضعه في مواجهة مع ماضٍ لا يمكن محوه بسهولة.

ما فعله العبادي هو قصيدة انتقامية صاغها على إيقاع سقوط حليف إيران، لكنه في الوقت نفسه، يغامر بوضع نفسه في مواجهة مع حلفاء ايران من العراقيين، وفي اصطفاف مع المشروع الأمريكي.

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments