– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):
ما بعد سقوط الأسد في سوريا، المشهد السياسي في العراق يبدو كما لو أنه يستعد لإعادة ترتيب أوراقه، وبتوازنات جديدة لم تكن مألوفة في العقدين الماضيين.
سقوط النظام السوري لم يكن مجرد حدث محلي، بل زلزال إقليمي أطاح بتوازن القوى الذي كانت إيران تمسك خيوطه بإحكام.
ومع هذا التغير، بات السؤال: كيف ستتأقلم الأطراف العراقية، لا سيما الشيعية، مع هذه الحقبة الجديدة؟
مصدر سياسي سني يرى في هذا التغير فرصة نادرة، وربما تاريخية، لتحصيل ما يعتبره حقوقًا مهملة أو مستلبة للمكون السني في العراق.
“لم يعد شيعة العراق في موقع القوة بعد نهاية النفوذ الإيراني التراجيدي في سوريا ولبنان”، يقول المصدر، مشيرًا إلى أن التراجع الإيراني ترك فراغًا في الوصاية السياسية على بغداد.
هذا الفراغ سوف يكون فرصة لتحقيق توازن حقيقي في توزيع المناصب والسلطات، وتعويض سنوات من التهميش والاحتقان.
المعادلة، كما يصفها المصدر، أصبحت “تعادلية” إن لم تكن تميل لصالح السنة. فإيران، التي كانت تشكل الراعي الأقوى للنفوذ الشيعي في العراق، تواجه الآن تراجعًا في قدرتها على التأثير نتيجة انشغالها بأزماتها الداخلية والخارجية. وعلى وقع هذه التغيرات، يأمل المكون السني أن تكون المرحلة المقبلة بداية لإعادة بناء الثقة بين الأطراف العراقية، لا سيما مع زعماء الشيعة، الذين يُفترض أن يدركوا أن المعادلة القديمة لم تعد قابلة للاستمرار.
المطالب السنية واضحة: العفو العام، التعويضات عن الخسائر، إبعاد الفصائل المسلحة عن المناطق السنية، وتوزيع المناصب بشكل أكثر عدالة. كل هذه الأمور يجب أن تُحسب “بالمليمتر”، كما يشير المصدر، في إشارة إلى الحرص الشديد على ضمان تنفيذ هذه المطالب بدقة ودون تلاعب.
لكن الواقع العراقي لا يخلو من تعقيدات. القوى الشيعية تواجه تحديًا مزدوجًا: استيعاب المتغير الإقليمي، واحتواء التوترات الداخلية في بيئتها السياسية. ومع تراجع النفوذ الإيراني، يبدو أن زعماء الشيعة يواجهون ضغطًا متزايدًا لإظهار قدر من المرونة السياسية، وربما تقديم تنازلات لم تكن واردة سابقًا.
الساحة العراقية أقرب ما تكون الآن إلى رقعة شطرنج، حيث تتحرك الأحزاب والتيارات بحذر لتجنب السقوط في الفخاخ التي قد تعيد إنتاج صراعات الماضي.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |