الصميدعي وتجارة الهواء

– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):

 

إبراهيم الصميدعي، أو كما يروق للبعض وصفه بـ”الحاوي السياسي”، عاد مجددًا ليعتلي مقاهي الفضائيات، في سيرك التحليل السياسي، حيث يُلقي بتوقعاته دون هوادة، وكأن الكلمة مجرد ورقة يُلقيها في مهب الريح ليراقب كيف ستتلاعب بها المصالح الإقليمية.

الرجل، الذي يُجهل موقعه الوظيفي الا كونه مستشار لا يستشار بوصف النائب مصطفى سند، أثار موجة من الاستهجان والسخرية، بعد تصريحاته الأخيرة التي توقع فيها نهاية “ثنائية الدولة والمقاومة” في العراق، تحت ما وصفه بـ”الضغوط الأمريكية”.

وقال مصدر سياسي عراقي: العراق هو صاحب القرار في حل الفصائل من ابقاءها، والحكومة هي من تقرر، لا الضغط الأمريكي. وتابع: انه يفكر بعقلية خميس الخنجر ومحمد الحلبوسي وقوى أخرى تجد نفسها، ترى انه بعد نهاية النفوذ الإيراني في سوريا، فان القوى الشيعية لم تعد وصية على النظام السياسي بالعراق”.

المصدر، علق على هذه التصريحات بنبرة ملؤها الاستياء والضحك على الصميدعي، مؤكدًا أن ما يفعله الصميدعي أشبه بمحاولة لبيع الماء في سوق يفيض بالأنهار.

قال المصدر: “هؤلاء لا يكتفون بأن يكونوا ظلًا لمزاج المصلحة، بل يتفننون في استعراض قدراتهم على التلوّن مع أي رياح تهب، حتى وإن كانت عاصفةً محملة بالأتربة” .

وأضاف: “قرار العراق ليس بيد أحد سوى حكومته، والصميدعي ليس إلا شخصية تتنقل بين أجنحة الفضائيات مثل طائر بلا عش، ينقر هنا وهناك بحثًا عن بعض الفتات الإعلامي”.

لكن المثير للضحك المرير، أن الرجل، بحسب المصدر، يخلط بين دور المستشار الحكومي ودور الببغاء الإعلامي.
لا أوراق يحملها ولا رؤية يقدمها، بل هو عبارة عن جعبة من الشعارات والمصطلحات التي يمكن تطويعها حسب المزاج السياسي السائد.

“الصميدعي أشبه بممثل كومبارس في مسرحية هزلية، يُستدعى لإكمال المشهد، ثم يُنسى بمجرد انتهاء العرض”، هكذا وصفه المصدر بنبرة ساخرة.

أما فانتازيا تصريحاته، فهي تعكس هلعًا واضحًا من متغيرات الإقليم. سقوط بشار الأسد الأخير أخرج الكثير من هذه الثعابين الجبانة من جحورها، حيث بدأوا يهرولون نحو واشنطن وكأنها المخلص الجديد. الغزل العلني لأمريكا أصبح سمة واضحة لخطاب الصميدعي وأشباهه، الذين لم يكونوا ليجرؤوا على ذلك حين كانت الرياح تهب لصالح محور المقاومة.

وفي المشهد الإعلامي، يظهر الصميدعي كحاوي يستعرض أدواته القديمة أمام جمهور سئم من تكرار الحيلة ذاتها. تصريحاته لا تختلف كثيرًا عن فيديوهات “تيك توك” الهزلية التي تُستهلك للحظات ثم تُنسى.
“ربما مكانه الطبيعي منصة للفيديوهات الساخرة، حيث يمكنه أن يطلق تحليلاته دون أن يزعج أذنًا أو يثير انتباهًا”، هكذا اختتم المصدر حديثه.

في النهاية، يظل العراق في عين عواصف التحليل السياسي، لكن قراره سيادي، لا يخضع لابتزاز التصريحات ولا لضغوط الوهميين. أما إبراهيم الصميدعي، فربما يستحق أن يُنصب أميرًا على جمهورية الفضائيات، حيث يُمكنه أن يواصل تسويق بضاعته، حتى لو لم تجد من يشتريها.

وفي وقت سابق، نشرت منصة “هف بوست عراقي” وثيقة هي عبارة عن تحقيق صحافي نشرته صحف النظام العراقي السابق، اجراه إبراهيم الصميدعي، ويمجّد فيه رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين.

وتكشف الوثيقة عن مدى تأييد الصميدعي لصدام حسين، حيث وصفه بـ”المجاهد” ودعا الله أن يحفظه ويرعاه.

وأشاد الصميدعي بصدام حسين واصفاً إياه بـ”سيد الرجال والعظيم العظيم من قادة الأمم”.
كما أكد في مقدمة التحقيق الصحافي الذي كتبه بأن “فجر البعث انبثق وليداً ليبدأ العراق سني الحرية الحقة والاستقلال”.
وقال الصميدعي ان “صدام حسين هو الأعظم بين قادة الأمم”.

المثير للجدل أن الصميدعي، الذي هاجم الأمريكان بشدة خلال عهد صدام حسين، واصفاً إياهم بأنهم “ورثوا عن أسلافهم محاربة الشمس أينما بزغ ضياؤها”، قد غير موقفه تماماً بعد عام 2003، فقد نسي تلك المواقف السابقة المعادية للامريكان، ليعمل معهم وأصدقائهم في العراق بعد سقوط نظام صدام.

 

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments