– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):
الوزير يركض خلف المغني
استجداء النجوم: فضيحة وزير على مسرح العبث
ثقافة الاستجداء: عندما يهان المنصب
وزير يتوسل ومغنٍ يتعالى
هل باع الوزير كرامة المثقف العراقي؟
مغنواتي يهزم الوزير
وزير راكضاً خلف الأضواء على حساب كرامة الوطن
في عالمٍ تتحوّل فيه القيم إلى شعاراتٍ جوفاء، يظهر وزير الثقافة العراقي أحمد الفكاك البدراني كصورةٍ بائسةٍ لمسؤولية الموقف، متناسياً هيبة المنصب ورمزية الثقافة العراقية العريقة.
ليس عيباً أن تُقدر فناناً أو تحاول استقطابه لخدمة وطنه، ولكن أن ينحني الوزير بهذا الشكل المذل لمغنٍ قد قرر طوعاً النأي بنفسه عن العراق، فهو أمرٌ يستدعي كثيراً من التقريع والتأمل.
وكشف الكاتب العراقي فيصل عبد الحسن عن أن وزير الثقافة العراقي أحمد الفكاك البدراني ركض خلف المغني كاظم الساهر كي يستجديه زيارة العراق .
وبحسب مصادر، فان الوزير هو من توسل لقاء البدراني وليس العكس، في مهرجان ثقافي في الرياض بالسعودية.
الوزير لم يجد حرجاً في استجداء لقاءٍ مع كاظم الساهر، وكأن العراق بثقافته وحضارته العظيمة بات بحاجةٍ إلى “ختم” موافقة مغنٍ ليُثبت حضوره على خارطة الإبداع العالمي.
ليس الساهر هو من جاء يبحث عن العراق، بل كان الوزير هو الذي قدم نفسه كطالبٍ لرضا المغني، في صورةٍ كاريكاتيرية تُلخص أزمة ثقافية وسياسية كبرى.
وإذا كان الروائي فيصل عبد الحسن قد أطلق سهام نقده بوضوح قائلاً إن العراق ومثقفيه أكبر من “قامة مغنواتي”، فإنه بذلك قد وضع يده على الجرح العميق؛ جرحٌ يعكس انهياراً في مفهوم المسؤولية الثقافية.
الوزير هنا لا يمثل نفسه، بل يمثل عراق السياب والجواهري ونازك الملائكة، عراق الحضارة والفكر. هل باتت تلك التركة الثقيلة تُختصر في محاولةٍ يائسةٍ لاسترضاء مغنٍ؟
فضلا عن كل ذلك فقد تحدث عبد الحسن عن “كرنفالات مزيفة” في العراق ليست لتمجيد الثقافة، بل لنهب أموالٍ كان ينبغي أن تُصرف لنجدة المثقفين العراقيين الذين يعانون من التهميش والفقر. ما جدوى تلك الاحتفالات إذا كانت مجرد مسرحيات عبثية تُقام لإثبات أن الوزير “يعمل”، بينما الواقع يُثبت عكس ذلك؟ ، كما يقول عبد الحسن.
الثقافة العراقية لا تحتاج لمنح شهادات حسن سلوك من مغنٍ، ولا لتوسلات تُلقي بكرامة المثقف العراقي في الوحل. العراق أكبر من استعراضات الاسترضاء والتملق. فهل لك أن تنظر قليلاً إلى الداخل، إلى المثقفين الحقيقيين الذين يُصارعون الفقر والتجاهل؟ أم أن المنصب بالنسبة لك مجرد كرسيٍ لالتقاط الصور وملاحقة المشاهير، وتعزيز الرصيد المالي استباقا للحظة ترك المنصب؟.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |