المرحلة المقبلة تتجاوز الإطار التنسيقي: تحالف الاعتدال.. الحكيم والصدر و السوداني

– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):

في ظل التحولات السياسية والاقليمية المتسارعة، يتزايد احتمال تحالف بين قوى الاعتدال في العراق، ممثلة في رئيس الحكومة محمد السوداني، رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، وزعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر.

هذا التحالف، إذا تحقق، سوف يكون بمثابة نقطة تحول كبيرة في المشهد السياسي العراقي، حيث سيسهم في تشكيل أغلبية قادرة على تشكيل حكومة مستقلة عن القوى الأخرى في الإطار التنسيقي التي تصنف على أنها حليفة لايران، وهو ما قد يغير بشكل إيجابي آلية إدارة السلطة في البلاد.

على الرغم من أن هذا التحالف يبدو بعيداً لدى البعض بسبب التباين في التوجهات، فإن العديد من المحللين يعتبرون أن الاحتمال يبقى كبيرا، بالنظر إلى الضغوطات الإقليمية التي تمر بها المنطقة.

هذه القوى، رغم تباين أيديولوجياتها، لا تزال تحتفظ بعلاقات جيدة مع إيران، ما يمنحها القدرة على التحرك بمواقف وسطية بين القوى الغربية والولايات المتحدة من جهة، والنفوذ الإيراني من جهة أخرى. وهو ما يميزها عن القوى الأخرى التي تصنف بشكل واضح ضمن المحور الإيراني.

لا يمكن تجاهل التغيرات الجيوسياسية الكبرى في المنطقة والتي قد تساهم في دفع العراق نحو هذه التحالفات. فالسقوط المحتمل لنظام بشار الأسد، وتداعياته على النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان، بالإضافة إلى الخسائر التي يتعرض لها حزب الله في لبنان، كلها عوامل قد تؤثر بشكل كبير على الوضع في العراق.

ومع هذه التطورات الإقليمية، قد تصبح القوى المعتدلة في العراق أكثر قبولاً، خاصة أن هناك ضغوطاً هائلة على صانع القرار العراقي جراء تصاعد الأزمة في المنطقة.

على الصعيد الداخلي، فإن القوى السنية تجد نفسها في موقف صعب بعد التغيرات الجيوسياسية الأخيرة، خاصة بعد سقوط نظام الأسد. ففي ظل محاولات القوى السنية الاقتراب أكثر من الولايات المتحدة، يجد العراق نفسه في مأزق بشأن كيفية نسج علاقات متوازنة بين القوى الغربية وإيران. هذه الديناميكيات تخلق بيئة قد تدفع إلى تعزيز شعبية قوى الاعتدال في العراق، التي يمكن أن تستغل تلك التوترات لصالحها.

لا شك أن التوقعات تتزايد بخصوص دخول الولايات المتحدة، أو على الأقل إدارة ترامب، إلى المعادلة في ظل هذه التطورات. فالتصعيد المحتمل على المستوى السياسي والاقتصادي قد يضغط على العراق بشكل أكبر، مما يزيد من تعقيد الوضع السياسي الداخلي. ولكن في هذا السياق، يتوقع بعض المحللين أن هذا الضغط قد يعزز شعبية القوى المعتدلة التي تمتلك رؤية أكثر توازناً بشأن العلاقة مع الغرب من جهة وإيران من جهة أخرى.

 

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments