كاتب ينسحب بشرف من مخاضة جائزة “الابداع”.. وزير الثقافة يتسبب في قتل جوائز الأدب ويمنحها للمطاعم والشيفات!

– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):

كتب عبد الزهرة زكي:

• تساءل كثيرون عن دواعي صمتي بعد توزيع جوائز (الإبداع) وعدم التعليق بشيء من بعدما سحبتُ روايتي من دائرة التنافس وذلك قبل أسابيع من إعلان النتائج.
لقد تلقيت دعوات من أكثر من وسيلة إعلامية للحديث في ما أثير بصدد الجائزة بعد نأيي عنها، وكنت أعتذر من الجميع.
فواقعاً ليس هنالك ما يستحق الخوض فيه بعدما أفرغت وزارة الثقافة، ومعها اللجنة العليا، الجوائز من قيمتها الثقافية ومضت بها لتشمل مجالات لا صلة لها بفكرة وأهداف الجائزة.

• وإلا ما معنى أن تفاجأ الأوساط الثقافية بذهاب بعض الجوائز إلى مطعمٍ وإلى شيف نفس المطعم.!
لم يحصل مثل هذا التصرف في أيّ مكان في العالم. ومع احترامي الشديد للمطاعم وللطباخين لكن كان يمكن (تكريمهم) بوسائل وأساليب أخرى غير ماحصل في جائزة هذا العام.

• قبل الحديث عن آثار سوء الإدارة على التصرف بجوائز الأدب فإن مما لا بد من ذكره هو أن الوزارة قدمت أسوأ صيغة لإثارة التنافس ما بين حقول لا تمت بصلة للثقافة والأدب مرتين؛ الأولى حين جعلت الوزارة هذه الحقول غير الثقافية منافسة لحقول الأدب والفن على جوائز خصصت للفن والأدب وليست للسياحة، والثانية، وهي أمر محرج فعلاً للوزارة وللجنة الجائزة، أن الوزارة لم تعلن عن إشراك هذه الحقول غير الثقافية في التنافس على الجوائز كما أعلن عن جوائز الأدب والفن، لقد فوجئ الجميع هذا العام بجوائز الطبخ والمطعم، وحصل جراء عدم الإعلان عن الجوائز السياحية أن الوزارة لم تترك فرصة للمطاعم الأخرى والطباخين الآخرين للتنافس ما بينهم بحيث بدا الأمر كله محض دعاية فاشلة وغير عادلة وقد يدعو للريبة.

• لا يمكن تبرير هذا إلا بعدم وجود تنافس عادل وأمين في الحقول كلها وليس في حقول السياحة حصراً بحيث ليس من المهم أن تعلن الوزارة عن دخول (حقول) غير متوقعة لنيل الجوائز.. وحتى يبدو أن كل شيء كان مقرراً مسبقاً بموجب إرادةٍ (عليا) لم تراع في الأقل إحراجها أعضاء اللجنة أمام الأوساط الثقافية.
في مثل هكذا ظروف لا ينبغي مواصلة التفكير بالجائزة وقد انحدرت إلى هذا الحال وهذه المهزلة التي يحق للمرء معها أن يرتاب وأن يشك.

• أخفقت الوزارة في إدارة جوائز الإبداع الثقافي، وساعدت اللجنة العليا على ذلك من خلال صمتها وقبولها بما حصل وربما فًرض عليها حتى التغيير في بعض لجان الفحص وذلك من دون استشارة أعضاء اللجنة أو بعضهم في الأقل. كيف ارتضى أعضاء اللجنة ذلك؟ إنه تساؤل لا ينتظر جواباً من أحد.

• إن من نتائج الجهل أو تجاهل ضوابط منح الجوائز كان عدم قدرة اللجنة العليا على معرفة أن الكتب المنشورة قبل العامين الأخيرين (2023 ــ 2024) لا يجوز لها التنافس، لا يجوز لطبعة ثانية صدرت خلال هذه العامين التنافس وذلك إذا كانت الطبعة الأولى قد صدرت قبل العامين المذكورين. يا للجهل كم معيب أو يا للتجاهل كم مشين!
هكذا، بعد ذلك، أصمتُ وأمتنع عن الحديث في كيفية ذهاب الجائزة في بعضٍ من الحقول لـ (س) ولم تعط إلى (ص).
بهذه الالتباسات أساءت الوزارة حتى لبعضٍ ممن حظوا بالفوز عن استحقاق وجدارة. وبها أيضاً حُرمت كثير من كتب الأدب المترشحة، ممن لم تقدَّر قيمتها فأُخرِجت مبكرة من دائرة التنافس

• سوى هذا فقد غابت أو غُيّبت حقول كتابية كثيرة عن التنافس على فرص الجوائز.. أذكر على سبيل المثال لا الحصر غياب حقول النقد والترجمة والتاريخ والفكر والكتابة الأدبية في مجالات السيرة والمكان والثقافة الشعبية والرحلات والفنون.. لقد توسعت حقول الكتابة الثقافية بحيث بات من الصعب تجنيس الكثير من المؤلفات الأدبية. أليس في الوزارة أو لجنة الجائزة من يعرف بهذا؟
لم تراعِ الوزارة هذه الحقول، فمضت بجوائزها إلى مجالات لا صلة لها بالتأليف الثقافي ولا بالقيمة الأدبية، بحيث وجدتُ من المعيب أن يُستدرَج كاتب مثلي إلى هذه المخاضة التي انسللت منها بشرف يتعالى على الترهات وبنفس أبية على الصغائر.

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments