جوازات حمراء وأراضٍ حكومية.. مكافآت الفشل في اتحاد الكرة

– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):
في الوقت الذي كان الجمهور العراقي يترقب بصيص أمل يعيد بريق المنتخب الوطني، جاءت مشاركة “أسود الرافدين” في خليجي 26 كصدمة وطنية أعادت فتح ملفات فساد وهدر المال العام في قطاع كرة القدم.

النائب عدي عواد كشف عن طلب نيابي لاستجواب رئيس وأعضاء اتحاد الكرة على خلفية سوء الإدارة والإخفاقات المتكررة.

في الوقت ذاته، صرّح النائب يوسف الكلابي أن ما قدمه الاتحاد والمنتخب كان “مستوى مخزياً”، مشيراً إلى أن الخلل لا يقتصر على الأداء الرياضي بل يمتد إلى ممارسات مالية وإدارية وصفها بالمعيبة.

فساد مالي وهيمنة شخصية

تقارير عدة تحدثت عن شبهات هدر للمال العام داخل الاتحاد، شملت الحصول على عمولات وصفقات مشبوهة مرتبطة بعقود اللاعبين، مباريات ودية وهمية، وشراء معدات رياضية بأسعار تفوق السوق.

الاتهامات طالت رئيس الاتحاد عدنان درجال، الذي وُصف بأنه يدير الاتحاد “بعقلية العصابات”. الاتهام لم يأتِ من فراغ، فقد تحوّلت منصات الاتحاد إلى ساحة مفتوحة لصفقات الإيفادات والبعثات الخارجية التي تُثقل كاهل الموازنة دون نتائج ملموسة.

الجوازات الحمراء وأراضي المسؤولين

من بين مظاهر الفساد التي تم تسليط الضوء عليها، استغلال أعضاء الاتحاد لامتيازات حكومية تشمل منح جوازات سفر دبلوماسية وأراضٍ سكنية، دون مساءلة عن الفشل أو التقصير، وهو ما قاله النائب عدي عواد.

هذه الامتيازات، وفق ما يشير إليه مراقبون، أصبحت أداة لشراء الولاءات وضمان استمرار الهيمنة، ما يترك الاتحاد بعيداً عن أي مساءلة حقيقية أو إصلاح جذري.

الجماهير.. وقود الخيبات

الجماهير العراقية التي لطالما كانت السند الحقيقي لكرة القدم الوطنية، تجد نفسها اليوم أمام مشهد سوداوي. كل هزيمة هي انعكاس لحالة من التهاون والاستهتار بأحلامها. بات واضحاً أن المشكلة أعمق من مجرد مدرب أو تشكيلة؛ إنها أزمة نظام بأكمله يفتقر إلى النزاهة والشفافية.
ومع تصاعد الغضب الشعبي، تزداد الدعوات لإصلاح قطاع كرة القدم من جذوره. المطلوب اليوم ليس مجرد محاسبة أسماء بعينها، بل وضع منظومة رياضية جديدة تعتمد الكفاءة لا المحسوبية، الشفافية لا المصالح الشخصية.

كرة القدم العراقية كانت يوماً مصدر فخر للعراق، لكن في ظل ما يحدث، تحوّلت إلى ميدان للنهب والمزايدات.
يبقى السؤال: هل ستتحقق العدالة أم أن الهزائم ستظل رفيقاً دائماً لأسود الرافدين؟.

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)