دبلوماسية “البوسات” العراقية مع الجولاني.. حين تتحول المهمة الحساسة الى التقاط صور

– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):

قام موظفان في السفارة العراقية بدمشق، هما حسنين علي العطية وجبير شلال عگاب الدليمي، بمصافحة واحتضان رئيس الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ومساعديه، في تصرف وصف بأنه خارج السياقات الدبلوماسية. جاء ذلك خلال زيارة الوفد الذي رافق رئيس جهاز المخابرات العراقي حميد الشطري إلى العاصمة السورية.

الحادثة أظهرت مرة أخرى غياب النسق والتقاليد الدبلوماسية في العراق، حيث تتحول المهام الرسمية الحساسة إلى تصرفات ارتجالية عشوائية. في مثل هذه اللقاءات، يتطلب البروتوكول دراسة دقيقة لكل حركة وكلمة، لكن هذا الالتزام يبدو غائبًا في السياق العراقي، إما بسبب جهل فاضح أو تجاهل متعمد.

في الدول التي تفتقر إلى المهنية والانضباط، يصبح المشهد الدبلوماسي أشبه بالكوميديا السوداء. غياب الكفاءة والخبرة عن المسؤولين العراقيين يجعل من الأخطاء الفادحة قاعدة لا استثناء. هذه الفوضى تجسدت بوضوح في تصرفات الموظفين الذين اختاروا اللحظة غير المناسبة، والجهة الأكثر إثارة للجدل، لالتقاط صور واحتضان شخصيات مثيرة للريبة.

المهندس حسين هنين قال: “الغريب أنهما تصرفا خارج تعليمات الوفد والحكومة العراقية، فزحفا لالتقاط الصور مع الجولاني وفريقه. هل هذا يجوز عرفًا؟”
الكاتب عباس عبود أبدى غضبه بقوله: “لواگه ودونية شخصية… وانحدار القيم المهنية.”

أما جواد الياسين فقد أشار إلى غياب التأهيل قائلاً: “كان حتى القائمقام يدخل دورة تعريفية تشمل كل شيء من الكياسة إلى التقاط الصور. اليوم، كل شيء يتم بعشوائية وبدون كفاءة.”

رياض عبد هاني لم يُخفِ امتعاضه من الفوضى قائلاً: “لا توجد لدينا رجال دولة، فقط رجال خدمات. من يرسم السياسة الخارجية؟ لا نعرف! كل شيء يعتمد على العلاقات الشخصية والارتجالية، بلا أي تخطيط أو احترافية.”

زمن الشامخ علّق بسخرية مرة أخرى على ما وصفه بـ”مشهد الهزلية الخارجية”: “كل تحركات السفارات العراقية أصبحت بعيدة عن سياسة الحكومة ومصالح البلد. وكأن الدبلوماسية تحولت إلى حفلات مع المشاهير.”

بين الدبلوماسية والبوسات

في ظل هذه الانتقادات الحادة، يبدو المشهد العراقي الخارجي مرآة لفوضى أعمق في بنية الدولة، حيث تتحكم العلاقات الشخصية والمصالح الضيقة في قرارات تمس سيادة العراق وكرامته. وبين “البوسات” البروتوكولية والإجراءات المرتجلة، يبقى السؤال: من يحاسب؟ ومن يخطط؟

وباللهجة الدارجة: “اكو غير ابن عمي وابن خالي وابن اختي بالمناصب.

دولة منزوعة السياقات، حتى اللباس الداخلي للسياق .. ماكو”

 

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments