– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):
في تطور يعكس تعقيدات المشهد السياسي في العراق، أصبح الدور التركي في تحديد معادلات السلطة داخل إقليم كردستان أكثر وضوحًا، حيث كشفت مصادر مطلعة عن تحركات تركية لجعل الأحزاب المحلية أدوات في خدمة استراتيجياتها الإقليمية. أبرز هذه التحركات تمثلت في اللقاء الذي جمع شاسوار عبد الواحد، رئيس حركة “الجيل الجديد”، بوكيل وزير الخارجية التركي، وهو لقاء يؤكد انضمام الحزب إلى المحور التركي في المنطقة.
يبدو أن القرار بشأن تشكيل حكومة إقليم كردستان لم يعد محليًا، حيث تسعى أنقرة إلى احتكار النفوذ في كردستان بعد أن عززت وجودها في سوريا. تركيا، التي تدرك أهمية الإقليم بوصفه بوابة اقتصادية وسياسية، بدأت في إعادة صياغة المشهد الداخلي، من خلال دمج أحزاب جديدة، مثل حزب شاسوار عبد الواحد، ضمن خططها.
تحالف جديد برعاية أنقرة
المصادر أشارت إلى أن أنقرة طلبت من رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني “استيعاب” حزب شاسوار عبد الواحد باعتباره جزءًا من خارطة النفوذ التركي. وتقول تقارير إن تركيا قدمت وعودًا لشاسوار بدعم مالي وسياسي، بما في ذلك تسهيل المعاملات المالية عبر المصارف التركية، وحمايته من أي تهديدات قد تصدر من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني أو من حلفاء إيران.
الدور الخفي لسروة عبد الواحد
النائبة سروة عبد الواحد، وهي شخصية برلمانية في بغداد وشقيقها شاسوار، تلعب دورًا مزدوجًا في هذا المحور. فبينما تظل بعيدة ظاهريًا عن التحالف الجديد، تؤكد المصادر أنها تعمل على التنسيق الخفي لدعم الخطط التركية في العراق، مما يجعلها أشبه بطابور خامس يعمل بصمت.
صراع المحاور
التحركات التركية تأتي في إطار صراع إقليمي مع إيران، التي تدعم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة بافل طالباني، والذي يتمتع بتحالفات وثيقة مع الفصائل الشيعية في بغداد.
تركيا، من خلال هذه التحركات، تعلن صراحةً أن إقليم كردستان جزء من خارطة نفوذها، وتسعى إلى تشكيل حكومة أغلبية برئاسة مسرور بارزاني يعززها شاسوار عبد الواحد، السياسي الصغير الذي يريد أن يلعب مع الكبار.
الوعود التركية وملف الفساد
من ضمن التسهيلات التي قدمتها تركيا لشاسوار، تعهدها بحمايته و توفير مظلة مالية آمنة عبر مصارفها لاستيعاب أمواله.
الأبعاد الإقليمية والدولية
هذا التحرك التركي يضع المشهد السياسي في العراق، وخاصة كردستان، أمام معادلات جديدة، حيث لم تعد الأحزاب أدوات محلية فحسب، بل باتت أوراقًا تُلعب في صراعات إقليمية ودولية. من الواضح أن تركيا تسعى إلى تثبيت نفوذها عبر أدوات محلية، مستفيدة من الفراغات السياسية والاقتصادية التي تعاني منها بغداد وأربيل.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |