بين الأموي والشيعي… الأوطان تذوب في قدور المذاهب

– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):

عدنان أبوزيد

في المشهد السوري الجديد، يكتب التاريخ نفسه على صفحات المذاهب، لا الأوطان.

الساحة باتت تتوزعها فصائل تتغنّى بالماضي الأموي، وكأنها تستدعي ظلال الخلافة لتبرير انقسامات الحاضر.
الامتداد المذهبي يُعاد إنتاجه في إطار مأساوي، والأوطان تتحول إلى أوعية ضيقة للمذاهب.

الجيوش والأنظمة اليوم لا تدافع عن “الأوطان” بقدر ما تُحشد تحت لواء المذهب.
الوطن، بمفهومه العابر، أضحى ترفاً فكرياً يتوارى خلف شعارات الانتماء الطائفي.
في العراق، السيناريو ذاته يُعاد بثّه، حيث ترتفع رايات الدفاع عن المذهب الشيعي، وتُجابَه برايات الدفاع عن المذهب السني، بينما ينزوي مفهوم “الوطن” مثل كلمة فضفاضة.

الأكراد في العراق وسوريا، أعادوا ترتيب أولوياتهم، واضعين القومية فوق أي اعتبارات وطنية.
الهوية القومية باتت هي الأخرى تسبق مفهوم الدولة.
هذه الأولويات المتصارعة تُنتج معادلة تجعل الوطن ذاته رهينة للمشروع الطائفي والمكوناتي.

الوضع الأموي المستحدث في سوريا يفتح الباب أمام شحن مذهبي مُتبادل.
وكلما ارتفعت نبرة الخطاب الأموي في سوريا، ازداد الزخم الشيعي في العراق.
المنطقة برمتها عالقة في لعبة مرايا تعكس الهويات المذهبية المتصارعة.

الوطنية الخالصة، التي تجمع بين التنوع والوحدة، تغيب من القاموس السياسي.
يحل محلها اليوم خطاب يزعم أنه حامٍ للهوية، لكنه في الحقيقة يمزق النسيج الاجتماعي.
وما بين أموي هنا وشيعي هناك، تقف الأوطان معلقة على حافة التاريخ.
وليس بعيداً أن تُستحدث في العراق عباسية سنية، تُلقي زيتاً على نار المذهبية المشتعلة.

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments