– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):
عدنان أبوزيد
تحت عنوان “الخطوات العشر لإنقاذ العراق”، جاءنا بيان جنجلوتي جديد من أولئك الذين أرهقونا بالتنظير دون فعل. بيان تكدست فيه الحروف وتنافرت مع الواقع، كتبه أناس يُحسنون طلاء الثرثرة المتحذلقة على الكي بورد، مثلما يحسنون النفاق مع الفسدة، لكنهم أعجز من أن يحملوا حجراً واحداً لبناء طريق التغيير.
والأكثر إثارة للسخرية أن بين الموقعين على هذا البيان من يدافع عن الفساد جهاراً، وهو طبيب من النجف (ي م)، بألقاب تُذكّرنا بشهادات “آخر زمن”، يدافع عن شقيق لنائبة عراقية، رغم أن فساده موثق ومدان في ملفات النزاهة.
هل هذا التشريني المزيف، هو منقذ العراق الذي تبشرون به؟ أي إنقاذ هذا الذي يتجاهل صرخات الناس الذين ظهروا على شاشات التلفاز يطالبون باستعادة أموالهم المنهوبة من المجمع السكني لشقيق النائبة الفاسد. ولماذا يلعق هذا
الثائر المزيف، حذاء النائبة؟.
وبين الموقعين على البيان، أسماء نحترمها، وندرك جيدا أهدافها الوطنية، ولا يقصدهم هذا المقال.
هؤلاء من متفيهقي التفلسف الأجوف الذين يسمون أنفسهم “مُنقذي العراق” هم في الحقيقة موظفون مرتاحو البال برواتب جيدة وألقاب أكاديمية تُشترى كما تُشترى صفقات الفساد، أو بقايا يرفعون راية تشرين زيفاً ورياءً، وليس الجميع هو المقصود بكل تأكيد.
“ثوار كي بورد” يعتقدون أن الثورة تُصنع بتنضيد الجمل الرنانة وإطلاق بيانات الثرثرة المتعالية لا يوقعها سوى الأصدقاء المجاملين.
هؤلاء لا يدركون أن التغيير لا يحتاج شعراء وسفسطائيين وتقيؤ أفكار، بل أناساً عمليين، مقاتلين، يزرعون الفعل بدل الهتاف، حتى لو كانوا بلا شهادات أو تعليم، فالتاريخ لم يُكتب على يد المتفلسفين بل على أيدي من وُصفوا بـ”الأوباش”.
من أزاح النظام في دمشق ليس التنظير، بل البندقية، مهما كان الموقف منها.
وتعرفون جيدا من اطلق نداء تشرين بالعراق، هل شهاداتكم وألقابكم الأكاديمية هي من فعلت؟ أم أن “الشباب البسيط” وسواق التكتوك، والعاطلين، هم الذين حملوا أرواحهم على أكفهم؟.
دعوني أقولها بوضوح: التغيير الحقيقي لا يحتاج إلى بيانات باردة ولا “خطوات عشر” محفوظة في أدراج النسيان. يحتاج إلى رجال ونساء يحملون الثورة في دمائهم، يواجهون الموت، والقلة من بينكم ربما صادقون ومهنيون، لكنهم غارقون وسط بحر من المنافقين والانتهازيين، من أمثال هذا “الطبيب المنافق”.
إن كنتم تبحثون عن “إنقاذ العراق”، فكونوا شجعانا غير متملقين، وإلا فأرفعوا أيديكم عن هذه اللعبة القذرة.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |