دولارات العري: من شذى حسون إلى صديقات النخب الهشة: أين اختفى العراق الذي نعرفه؟

– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):

في عراقٍ يسعى للتمسك بجذوره، تحت قبة سماءٍ مليئة بالأحلام والمعاناة، تبرز موجة غريبة من الاستعراضات الاجتماعية التي تأخذ شكل الفاشنستات، تلك الأسماء اللامعة التي تزين النوادي الليلية والمساءات المخملية التي ينفق عليها أصحاب المال والنفوذ.
وفي وقتٍ تتبرع فيه الكويت بالمال لبناء مستشفى في البصرة أم النفط، يزدحم الشارع العراقي بمهرجانات تتناثر فيها الدولارات.
بين بغداد وأربيل، تُقام حفلات تحت أضواء براقة، يرقص فيها المحتفلون على إيقاع الانفتاح المموه بالثقافة المزيفة. فاللحظات الفاترة التي تنبض بالفرح، سرعان ما تغرق في بحر من التساؤلات عن جدوى هذه الأموال، وعن الأهداف الحقيقية وراء هذه الوجوه اللامعة التي لا تفعل شيئًا سوى ملء الفراغات.

وفي زحام هذا المشهد، يتناغم الصوت العميق للباحث عباس عبود، الذي صرّح بأن “لبننة العراق” قد تجاوزت حدود السياسة، لتصل إلى أعماق الوجدان والفن، عبر شذى حسون وجوقتها من اجل لبننة العراق اجتماعيا وفنيا.
وشذي حسون، مثال على المئات من فنانات وفاشنستات وراقصات ومؤثرات الدولارات باسم الأغاني الوطنية والشعارات الاسفنيكية.
فبينما كانت الكلمة تمثل القوة والعلم، أصبح العري والمجون والسطحية علامات اجتماعية بارزة.
يتساءل: منذ متى كان الانحلال علامة مدنية؟ أليست الأمة بحاجة إلى علماء، إلى مفكرين، إلى من يُحيون الأمل في قلوب الشباب، بدلًا من تغذية السطحية بعقول فارغة؟ فيقول بثقة: “إذا كانت هذه هي المدنية، فلنغلق الجامعات، ونوقف العقول عن التفكير، ونتبع قافلة اللامبالاة خلف تلك الوجوه الزائفة”.
وكتب الصحافي محمد شفيق حول تبرع الكويت بانشاء مركز صحي في البصرة بمبلغ ٨٠٠ ألف دولار:”
يا عيب الشوم!
هذا المبلغ يعتبر مصرف جيب لبلوكر من صديقات السياسيين!
لا وانوب بمحافظة نفطية! “.

الواقع يتحدث بلغة مؤلمة، والفاشنستات والدلوعات، اللواتي يُعتبرن أدوات استهلاكية في يد من يملك الدولار، يُقدمن فنًا مزيفًا بألحان فارغة من المعنى، وتقاليدا فتاكة خطيرة، في وقتٍ يراهن فيه البعض على وطنٍ يأمل أن يكون أقوى من أن يُسجن بين ظلال هذه التفاخرات.

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة، هل العراق حقًا يحتاج إلى “مهرجانات” كهذه؟ هل المجد يأتي من الحفلات الصاخبة أو من خلال بناء المستشفيات والعناية بمستقبل الأجيال؟ في هذا الواقع المتقلب، يبدو أن الطريق إلى المعنى قد أصبح مغلفًا

 

 

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments