تحالف الفساد والإعلام في العراق يفرّخ فضائية ارتزاق

– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر):

في مشهدٍ التحالف بين الفاسدين والإعلام، تتصاعد التحذيرات من ظاهرة توظيف المال المنهوب لشراء أدوات التأثير الإعلامي، وتحويل القنوات الفضائية إلى منصاتٍ للتغطية على الفساد وتلميع صور الفاسدين.
تصريح النائبة عالية نصيف، التي أشارت فيه إلى متابعة لجنة النزاهة النيابية للأخبار المتداولة بشأن افتتاح قناة فضائية مدعومة من شخصيات متورطة بنهب المال العام، يكشف الستار عن جانب مظلم من استغلال الإعلام في العراق.

تقول نصيف، بصراحةٍ ووضوح، إن الشارع العراقي بات يتوجس من كل إعلانٍ عن قناة جديدة، حيث يتبادر إلى الأذهان سؤالٌ منطقي: من يقف وراءها؟ التصريحات ربطت بين هذه القنوات ودعمها من شخصيات قريبة من نور زهير، ما يعزز المخاوف من أن تكون هذه المشاريع الإعلامية واجهات للتغطية على جرائم الفساد وإضفاء الشرعية عليها.

التحالف بين الفساد والإعلام يصفه مراقبون بـ”الظاهرة الخطيرة”، حيث يُستخدم المال المنهوب في شراء الذمم الإعلامية، ليصبح الإعلامي أداةً للتطبيل والتلميع، بعيدًا عن دوره المفترض في كشف الحقائق ونقل صوت الشعب.

في هذا السياق، يقول أحد الإعلاميين المؤثرين: “كلما ارتفع صراخ قناة معينة، تستطيع الجزم بأنها جزء من منظومة فساد متشابكة، تجمع بين السياسة، والمال، والإعلام”.
وأضاف: كيف نصدق فضائية، صاحبها ناهب معروف للمال العام؟، فهو اما مستحوذ على توزيع الرواتب بالبطاقات، أو صاحب عقارات وسارق أموال في حقبة النظام السابق، في الخضراء، أو تاجر سكائر سابق معروف بفساده؟.

الأدهى أن بعض الفضائيات التابعة لرجال أعمال معروفين، والذين قد لا يكونون بالضرورة متهمين بالفساد المباشر، نجحوا في الاستحواذ على المال العام عبر عقود وصفقات مشبوهة. هؤلاء يديرون قنواتٍ تفتقر إلى أدنى مستويات المهنية، من حيث الشكل والمضمون، وتعتمد على شخصيات “الطشة” التي لا تمتلك أي مؤهلات إعلامية سوى قدرتها على النباح والعواء.

هذا المشهد الإعلامي المتشابك لا يعكس فقط أزمة الإعلام في العراق، بل يعبر عن أزمة أعمق تعيشها البلاد، حيث يتغلغل الفساد في كافة مفاصل الحياة، بما في ذلك أهم أدوات بناء الرأي العام.
ومهما تنوّعت قنوات التلميع للفساد وارتفعت أصوات “التبويق”، فإن الرهان الحقيقي يبقى على وعي الشعب وقدرته على فرز الغث من السمين، ورؤية الحقيقة وسط هذا الضجيج المصطنع.

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments