– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر): ( تابع القناة على واتساب) : https://whatsapp.com/channel/0029Var8RSgL2AU8BzPOfR1M
رابط المحتوى : https://iraqhuffpost.com/?p=80488
في السياسة، كما في الحياة، هناك من يطرق الأبواب، وهناك من يُغلِقها خلفه.
وبين هذين النقيضين، يبرز النائب الذي لا تُرهقه الطرقات ولا يُثنيه وعورة الدروب، بل يتقدم بخطواتٍ واثقة نحو الناس، يصافح همومهم، ويتقاسم معهم أعباء الواقع.
حين نسمع عن تكريم النائب حسين عرب بوصفه “الأفضل في بغداد”، فإننا لا نتحدث عن جائزةٍ تُمنح لمجرد الحضور، بل عن وسامٍ تمنحه الناس لمن لم يخذلهم حين احتاجوه.
في شارعٍ يغصّ بالمطالب المؤجلة، ووعودٍ لم تجد طريقها إلى التنفيذ، يندر أن تجد نائبًا لا يكتفي بالظهور الإعلامي أو الاجتماعات المغلقة، بل ينزل إلى الميدان، إلى حيث تتحدث الأزقة بصوتٍ أعلى من المؤتمرات الصحفية، وحيث تعرف العيون الجائعة حقيقة المسؤولين، لا شعاراتهم.
حسين عرب لم يكن نائبًا عابرًا، بل كان صدىً للأصوات التي لا تصل، وامتدادًا للحناجر التي أُرهقت من المناشدة.
ليس من السهل أن تكون نائبًا محبوبًا في بغداد، حيث الإرث الثقيل للخيبات، وحيث المواطن بات يملك ذاكرةً مثقلةً بالوعود التي تُلقى على عتبات الانتخابات، ثم تُنسى خلف أسوار المناصب.
لكن هناك استثناءات، ونائبٌ لا يحتاج إلى موسم الانتخابات ليعود إلى ناخبيه، بل يعيش بينهم، في أزقتهم وأسواقهم، بين المثقفين والبسطاء، دون تصنّعٍ أو حواجز.
يقولون إن النائب المثالي هو الذي يقاتل من أجل المواطن، لا من أجل الامتيازات، وهو الذي يراهن على التغيير، لا على الصفقات.
لكن الأهم من كل ذلك، أن يكون النائب على استعدادٍ للتخلي عن كل شيء إذا شعر أن المسارات لم تعد تؤدي إلى الإصلاح الحقيقي.
حين أعلن حسين عرب أن انسحابه من العمل البرلماني والسياسي خيارٌ مطروح، لم يكن ذلك تهديدًا أو مزايدةً سياسية، بل كان شهادةً على أن المنصب لا يصنع رجاله، بل الرجال هم من يمنحون المناصب قيمتها الحقيقية.
أما الذين يطرقون أبواب الناخبين فقط في موسم الانتخابات، فيعرفهم الناس جيدًا. يعرفون كيف يختفون بعد الفوز، ويعودون بعد أربع سنواتٍ بنفس الابتسامة، وبذات الوعود التي لم تتحقق.
لكن بغداد، بأزقتها المزدحمة بالحياة، وبأهلها الذين لا تنطلي عليهم المسرحيات المتكررة، قادرةٌ على التمييز بين من يشاركهم أوجاعهم، ومن يراهم مجرد أصواتٍ تُعدّ في صناديق الاقتراع.
في النهاية، لا تُمنح الألقاب بقراراتٍ مكتوبة، ولا تُخلّد الأسماء باللافتات، بل بما يتركونه خلفهم من أثر.
حين تسأل عن حسين عرب في بغداد، وتحديدا في أزقة الكرخ، لن تجيبك الحملات الدعائية، بل ستخبرك الأرصفة، وأحاديث الناس، والخدمة التي وُلدت من رحم الحاجة، والوجوه التي لم تخذلها الأيام.
لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)
تابع صفحتنا في فيسبوك هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود.. المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم: 0031613350555 |