التيار الصدري خارج السباق الانتخابي.. الصدر يكرّس جهوده للمرجعية ويبتعد عن العمل السياسي

– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر): ( تابع القناة على واتساب) :    https://whatsapp.com/channel/0029Var8RSgL2AU8BzPOfR1M

رابط المحتوى :    https://iraqhuffpost.com/?p=80542

رفض التحالفات والمشاركة في السلطة.. التيار الصدري ينسحب من الانتخابات لتجنّب “الشركاء الخصوم”

تغيير اسم التيار الصدري إلى “التيار الوطني الشيعي” تمهيدًا لدور معارض وقطع الصلة بالموالين لإيران

هل سيحتفظ الصدر بقوته دون الحاجة لخوض الانتخابات؟

لماذا يركز الصدر على ضبط تياره بدلًا من الاستعداد للانتخابات؟

الخطاب الصامت.. لماذا جمّد الصدر رموزه السياسية والإعلامية ومنع أي مواجهة مع الحكومة؟

انسحاب التيار الصدري من الانتخابات يخدم طموحاته الدينية ويطمئن الأطراف الإقليمية

لماذا لا يكترث التيار الصدري إلى تعبئة الشارع رغم اقتراب الانتخابات؟

التيار الصدري يسعى ليكون ملاذ الشيعة المتضررين من سلطة الإطار

هل يمهّد مقتدى الصدر لمرحلة “المرجعية” بدلًا من العودة إلى الحكومة؟

بينما تنشغل الساحة السياسية العراقية بالتحضير للانتخابات القادمة، يبقى التيار الصدري بعيدًا عن المشهد الانتخابي، وسط جدل بين المحللين حول ما إذا كان زعيمه مقتدى الصدر سيعود إلى الساحة السياسية أم سيواصل نهجه في الانسحاب. لكن المؤشرات كافة تؤكد أن التيار الصدري لن يشارك، لأسباب عدة متشابكة بين الديني والسياسي والاجتماعي، وهي:

تحوّل نحو المرجعية الدينية

خلال العام ونصف الماضي، اتجه مقتدى الصدر إلى العمل الديني، مبتعدًا عن الخطاب السياسي في تغريداته وبياناته، ليكرّس جهده للقضايا الفقهية والتفسير القرآني، واضعًا نصب عينيه تأسيس مكانة “مرجعية” تستند إلى فقه الشهيد الثاني. هذه القطيعة مع السياسة لم تكن عابرة، بل جاءت مترافقة مع توجيهات واضحة لأتباعه بترك التعبئة السياسية، والتركيز على الجوانب الدينية مثل صلاة الجماعة، مما يجعل من الصعب العودة إلى الانتخابات دون أن يُنظر إليه كمتناقض في توجهاته.

رفض التحالفات والتسويات

يدرك التيار الصدري أن أي نتيجة انتخابية لن تمنحه القدرة على تشكيل حكومة منفردًا، مما يفرض عليه الدخول في تحالفات مع القوى الأخرى، وهي قوى يصفها الصدر بأنها “متحاصصة” و”فاسدة” و”تابعة للخارج”، وهو ما يجعله في موقف محرج بين مبادئه السياسية وسلوكيات شركائه المحتملين.

ومن هنا، فإن العزوف عن الانتخابات يبدو قرارًا أكثر انسجامًا مع خطابه العام، خصوصًا مع سعيه إلى ترسيخ هوية تياره كحركة نقية لا تساوم على مبادئها.

إعادة صياغة الهوية السياسية

قرار الصدر بتغيير اسم تياره إلى “التيار الوطني الشيعي” يعكس تحولًا استراتيجيًا في رؤيته. فبدلًا من أن يكون جزءًا من المعادلة الحاكمة، يسعى إلى تقديم نفسه كبديل معارض يعبر عن جمهور الشيعة المتضررين من أداء السلطة.

وإزالة كلمة “الصدري” تهدف إلى توسيع القاعدة الجماهيرية، فيما إضافة “الوطني” تعكس محاولة لترسيخ هوية عراقية مستقلة عن النفوذ الإيراني، وهي رسالة تلقفتها الأطراف الإقليمية والدولية باهتمام.

النفوذ دون تكلفة المشاركة

إذا كانت الانتخابات وسيلة الأحزاب لتحقيق مصالحها، فإن التيار الصدري وجد طريقًا آخر لذلك، من خلال الاحتفاظ بثقله الشعبي كقوة ضغط داخل الدولة، فهو لم يعد بحاجة إلى التورط في حكومة قد تفشل، بل أصبح قادرًا على التأثير من خلف الكواليس، دون أن يتحمل مسؤولية الإخفاقات التي قد تجرّ عليه الغضب الشعبي.
هذه الاستراتيجية تضمن له البقاء لاعبًا أساسيًا في المشهد السياسي، دون أن يدفع ثمن التورط في إدارة السلطة.

إصلاح التيار الداخلي

شهدت الفترة الماضية تركيزًا واضحًا من الصدر على إصلاح تياره، عبر إقصاء العناصر التي وصفها بـ”المندسة والمزورة”، وإعادة هيكلة التنظيم الداخلي للتيار بما يضمن ضبط إدارته وتوجيه أنشطته.
هذا الإصلاح، الذي يبدو جزءًا من استراتيجية بعيدة المدى، قد يكون تمهيدًا لمستقبل جديد للتيار، بعيدًا عن الفوضى التي طبعت بعض مراحله السابقة.

تجميد الخطاب السياسي

منذ عامين، أوقف الصدر جميع رموزه السياسية والإعلامية والمدنية عن الدخول في أي جدل سياسي أو انتقاد علني للحكومة أو الإطار التنسيقي، ما يعكس قرارًا متعمدًا بالابتعاد عن الاستقطاب السياسي. هذا الصمت المنظم يؤكد أن التيار ليست لديه نية للعودة إلى المعركة الانتخابية، لأن أي حملة انتخابية تحتاج إلى تحفيز الرأي العام ضد الخصوم، وهو ما لم يحدث.

بهذه المعطيات، يبدو أن خروج التيار الصدري من المشهد الانتخابي ليس مجرد انسحاب تكتيكي، بل خطوة محسوبة ضمن مشروع طويل الأمد، يسعى من خلاله الصدر إلى إعادة تعريف موقعه في الخارطة السياسية، لا كجزء من الحكم، بل كظل ثقيل يُحسب له ألف حساب.

 

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments