عراق الجيوب في ميونيخ.. ثلاثة رؤساء لدولة واحدة

– هف بوست عراقي (الحقيقة بلا فلتر): ( تابع القناة على واتساب) :    https://whatsapp.com/channel/0029Var8RSgL2AU8BzPOfR1M

رابط المحتوى :    https://iraqhuffpost.com/?p=80560

عدنان أبوزيد
يشارك رؤساء العراق الثلاثة في مؤتمر ميونيخ للأمن، كلٌّ منهم يحمل لقب “الرئيس”، رغم أن الدولة واحدة، على الورق فقط، وفي الواقع انها جيوب.

رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، و”الرئيس” نيجرفان بارزاني، و”الرئيس” بافل طالباني.. هذا ليس اختراعًا لغويًا، بل هو وصف وسائل الإعلام الكردية نفسها.

في العرف الدبلوماسي، يحضر القادة لتمثيل دولهم، رؤساء وحكومات، وليس زعماء مقاطعات أو مناطق أو أحزاب.

لا توجد دولة واحدة في العالم يُمثّلها رؤساء أقاليم في المحافل الدولية، إلا العراق، الذي يبدو اليوم دولةً اسمًا، ودويلاتٍ فعلًا، تتنازع السلطة وتتصرف كما لو أن لكل واحدة منها سياستها المستقلة، وجيشها المستقل، واقتصادها الموازي.

ليست هذه المرة الأولى، فقد تكرر المشهد في دافوس، وفي مختلف المحافل الدولية منذ عام 2003.

السبب واضح وبلا تعقيد: حكومة بغداد لا تتصرف كسلطة مركزية، بل كمجرد جهة تنظيمية، تساوي نفسها بزعماء الدويلات، وتتعامل مع الكيانات المتناسلة داخلها كأمر واقع.

لا أحد يشك أن العراق ممزق، لكن المعضلة ليست فقط في الداخل المعقد، بل في أن هذا التشظي أصبح مشهدًا معترفًا به على المستوى الدولي.

حين يصر زعماء المناطق والأقاليم على الظهور كقادة دول مستقلة، فالسؤال الذي يفرض نفسه: هل الحكومة الاتحادية لا تمثلهم؟ أم أنهم ببساطة لا يعترفون بها إلا كمحطة لتوزيع العوائد النفطية؟.

بالنسبة لهؤلاء، بغداد ليست أكثر من بقرة حلوب، تمدّهم بالمليارات، فيما هم يبنون جيوشهم، ويؤسسون تحالفاتهم الخارجية، ويديرون مصالحهم بعيدًا عن أي التزام حقيقي بمفهوم الدولة المركزية.

أما الحكومة العراقية، فهي ليست غافلة عما يجري، لكنها ضعيفة، تقود العراق بمنطق المدير العام، لا بمنطق القائد الذي يفرض هيبة الدولة.

تقبل الازدواجية كأمر واقع، وتدير البلاد كمن يدير ملفًا إداريًا، وليس كمن يقود وطنًا يتآكله استغلال الداخل، وطموحات الخارج.

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

 

 

لقراءة المقال باللغة الانكليزية أنقر على الايقونة (يمين المقال)

 

تابع صفحتنا في فيسبوك

هف بوست عراقي تنشر النصوص بلا قيود..  المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مصدرها

اعلان: هل تريد انشاء موقعك الرقمي المكتبي، وكالتك الخبرية، موقع لمركزك البحثي.. يمكن ذلك وبأرخص الأسعار.. الاتصال على الرقم:   0031613350555

 

0 0 votes
Article Rating

قصص اخرى

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments